فلسطينيون يترقبون ما بعد فوز ترامب بين الأمل في السلام والخوف من التصعيد
فلسطينيون يترقبون ما بعد فوز ترامب بين الأمل في السلام والخوف من التصعيد
تباينت آراء فلسطينيين حول فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث يترقب سكان قطاع غزة بفارغ الصبر تأثير فوزه على إنهاء الحرب المستمرة، في حين يعبر سكان الضفة الغربية عن تخوفهم من العودة إلى "سنوات عجاف" وفقًا لتجربتهم السابقة مع ترامب.
الأمل في نهاية الحرب
يشعر الفلسطينيون في قطاع غزة، الذي يعاني من نزوح جماعي وانتشار الأمراض والمجاعة نتيجة الحرب، بالأمل في أن يؤدي فوز ترامب إلى وقف النزاع الدامي، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
محمود الجدبة (60 عامًا)، أحد النازحين من جباليا إلى مدينة غزة، يعبر عن معاناته قائلاً: "يكفي ما تعرضنا له من ترحيل وقتل وجوع، لا نريد سوى السلام"، ويضيف الجدبة الذي فقد منزله وتشرد أولاده: "نحن بحاجة إلى شخص قوي مثل ترامب ينهي الحرب، كفى، هذا يكفي".
أما أم أحمد حرب، التي نزحت من حي الشجاعية، فترجو أن يتدخل ترامب لوقف الحرب من أجل أطفالها الذين "يموتون من الجوع" إن لم يُستشهدوا في المعارك.
الصورة في الضفة الغربية
في الضفة الغربية، تبدو الصورة مختلفة تمامًا، إذ يعبر الكثير من الفلسطينيين عن مخاوفهم من تجدد التوترات في ظل رئاسة ترامب الثانية، حيث يعبر عماد فخيدة، مدير مدرسة في غرب رام الله، عن قلقه قائلاً: "عودة ترامب إلى الحكم ستقودنا إلى الجحيم، وسيكون هناك تصعيد أكبر وأصعب"، ويرى أن انتخاب ترامب يمثل "عقابًا" للحزب الديمقراطي بعد فشل إدارة بايدن، ويعرب عن مخاوفه من أن يفاقم ترامب الوضع بالنسبة للفلسطينيين بشكل عام.
ويقول محمد عاروري، عضو اتحاد نقابات عمال فلسطين: "نحن الآن أمام أربع سنوات عجاف، وضعنا الحالي سيئ جدا، ومع فوز ترامب سيكون الوضع أسوأ بكثير".
تجارب سابقة تثير الغضب
خلال فترة حكمه الأولى (2016-2020)، أثار ترامب غضب الفلسطينيين بعد قراراته المثيرة للجدل مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس واعترافه بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان.
في هذا السياق، يتوقع أحمد مجدلاني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن تكون الفترة المقبلة مليئة بالتحديات الكبيرة، خاصة في ما يتعلق بتوسيع سيطرة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية.
أمل حذر في غزة
رغم تلك المخاوف، يظل هناك أمل في قطاع غزة، حيث يعرب إبراهيم عليان (33 عامًا) عن تفاؤله رغم الخسائر التي لحقت بعائلته قائلاً: "نأمل أن يفضي فوز ترامب إلى سلام في الشرق الأوسط"، ويرى عليان أن ترامب لديه القدرة على إنهاء الحروب في المنطقة، وهو ما دعا إليه منذ بداية حملته الانتخابية.
الاستعداد لمستقبل غامض
بينما يعبر بعض الفلسطينيين عن أملهم في أن يؤدي فوز ترامب إلى إنهاء الحرب وتحقيق السلام، يبقى القلق من التصعيد والضغوط المتزايدة في الأراضي الفلسطينية هو السمة الأكثر وضوحًا، حيث يشكك الكثيرون في إمكانية حدوث تغيير حقيقي في السياسة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية.