«طفل الحرب»: وقف إطلاق النار في لبنان يوفر بصيص أمل لكنه لا يعد حلاً شاملاً للحرب
«طفل الحرب»: وقف إطلاق النار في لبنان يوفر بصيص أمل لكنه لا يعد حلاً شاملاً للحرب
أعلنت منظمة "طفل الحرب" أن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان يوفر بصيص أمل، لكنه لا يعد حلاً شاملاً للصدمات النفسية العميقة التي تركتها الحرب.
وأكدت المنظمة في بيان نشره موقع "ريليف ويب" التابع لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أمس السبت، أنه على الرغم من أن هذا الاتفاق يحمل الأمل للعديد من الأسر التي عانت من القصف المستمر منذ بداية أكتوبر 2023، إلا أن العمل لا يزال طويلًا لتوفير المساعدة الإنسانية وإعادة بناء ما دمرته الحرب.
وأوضحت أن الاشتباكات في لبنان أسفرت عن مقتل أكثر من 3,800 شخص، بينهم 230 طفلًا، بينما لا يزال الملايين يعانون من تداعيات النزاع المستمر.
خطوة نحو الأمل
وشدد منظمة “طفل الحرب” على أن هذه الهدنة ينبغي أن تتبعها خطوات ملموسة لتلبية الاحتياجات الإنسانية الملحة، وأنه لا بد من تطبيق بنود الاتفاق بشكل كامل لضمان توفير الرعاية الطبية اللازمة، والغذاء، والمأوى للأسر المتضررة، ما يسمح لهم بالبدء في التعافي في بيئة آمنة.
وفي هذا السياق، أكدت المنظمة ضرورة توفير الدعم النفسي للأطفال والبالغين الذين يعانون من آثار الصدمات الناتجة عن النزاع المستمر.
رحلة نحو التعافي
أكدت مديرة "طفل الحرب" في لبنان، نسرين ياسين، أن هذه الهدنة تمثل نقطة انطلاق للتعافي، ولكن لا يزال أمام المجتمع الدولي والسلطات المحلية الكثير من العمل.
وأضافت: "اللحظة التي يتوقف فيها القتال يجب أن تكون بداية رحلتهم نحو التعافي، وهذا يعني أن الناس يجب أن يتمكنوا من العودة بأمان إلى منازلهم -أو ما تبقى منها- وأن يحصلوا على الدعم لمعالجة الصدمات النفسية التي تعرضوا لها".
وأشارت ياسين إلى أن "طفل الحرب" في لبنان بدأت بالفعل بتقديم الدعم للأطفال وتوفير احتياجاتهم النفسية والاجتماعية، إلا أن الطريق لا يزال طويلاً ويتطلب موارد كبيرة من المجتمع الدولي.
دور المجتمع الدولي
في الوقت الذي تعتبر فيه العودة الآمنة للنازحين من أبرز الأولويات، أكدت "طفل الحرب" أهمية أن تقوم الدول التي لها تأثير في النزاع، فضلاً عن الأطراف المتورطة فيه، بضمان توفير بيئة آمنة للنازحين حتى يتمكنوا من العودة إلى مناطقهم الأصلية.
وشددت المنظمة على ضرورة توفير خدمات الدعم النفسي والاجتماعي بشكل فوري، بما يتماشى مع الاحتياجات التي تتزايد بشكل مستمر بسبب العنف اليومي الذي يعاني منه المدنيون، وخصوصًا الأطفال.
استمرار المعاناة في غزة
وعلى الرغم من أن وقف إطلاق النار في لبنان قد يعزز الأمل في بعض الأوساط، فإن الوضع في غزة لا يزال كارثيًا، فقد أفادت تقارير وزارة الصحة في القطاع بأن أكثر من 43 ألف شخص لقوا حتفهم في غزة منذ بدء التصعيد، في حين تم تهجير ملايين الأشخاص قسرًا من منازلهم.
وأكدت "طفل الحرب" أن المعاناة في غزة مستمرة بشكل مروع، حيث لا يمكن قياس فداحة الخسائر البشرية والمادية التي أصابت المدنيين هناك، ووصفت المنظمة الوضع بأنه مأساوي للغاية، مؤكدة أن الحلول الجزئية كوقف إطلاق النار المؤقت لا تكفي لوضع حد لهذه المأساة.
وجاء في البيان أن "التوقف المؤقت في العنف لا يعكس إلا البداية، فالمجتمع الدولي مطالب بضمان إنهاء النزاع بشكل كامل ووقف جميع الأعمال القتالية في المنطقة".
ضمان العدالة للأطفال
في ظل الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي الإنساني في كل من لبنان وغزة، طالبت "طفل الحرب" المجتمع الدولي بالتحرك بشكل حاسم لمحاسبة الأطراف المسؤولة عن هذه الانتهاكات.
وأشارت المنظمة إلى أن قانون الحرب الدولي قد تم خرقه بشكل متكرر، وأنه لا بد من تحميل المسؤولية للأطراف المتورطة، بما في ذلك ضمان محاكمة من ارتكبوا الجرائم ضد المدنيين، خاصة الأطفال.
وأكد الرئيس التنفيذي لمنظمة "طفل الحرب"، روب ويليامز، أهمية ضمان المساءلة والعدالة كشرط أساسي لتحقيق السلام المستدام في المنطقة.
التزام "طفل الحرب" بتقديم الدعم
رغم التحديات المستمرة، تواصل "طفل الحرب" التزامها بتقديم الدعم المباشر للمجتمعات المتضررة من النزاع في لبنان، وتكييف برامجها لتتناسب مع تطورات الوضع الميداني.
وأوضحت المنظمة أنها ستواصل العمل جنبًا إلى جنب مع شركائها المحليين لتقديم المساعدة للأطفال والنساء الذين يعانون في لبنان وغزة.
كما أكدت "طفل الحرب" أنها ستواصل تقديم الدعم النفسي والاجتماعي والتعليمي للأطفال، إلى جانب توفير فرص الدعم الاقتصادي والاجتماعي للناجين من الصدمات.
وأكدت المنظمة في بيانها أن كل طفل، سواء في لبنان أو غزة، يستحق أن يعيش في عالم يخلو من الحروب والصراعات، وأن "طفل الحرب" ستظل ملتزمة بمساعدتهم على النمو في بيئة آمنة تتيح لهم فرصة العيش بكرامة، بعيدًا عن تأثيرات الحرب والمآسي.