«الغارديان»: الكوارث المناخية تكبّد العالم خسائر بـ229 مليار دولار في 2024

«الغارديان»: الكوارث المناخية تكبّد العالم خسائر بـ229 مليار دولار في 2024
حرائق الغابات- أرشيف

كشفت أحدث التحليلات السنوية الصادرة عن منظمة "كريستيان إيد" أن الكوارث المناخية الأكثر تكلفة في عام 2024 أسفرت عن خسائر مالية تقدر بـ229 مليار دولار، كما أودت بحياة 2000 شخص حول العالم. وشهد العام خسائر مالية جسيمة خاصة في الولايات المتحدة، التي تحملت ثلاثة أرباع التكلفة الإجمالية.

وذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، اليوم الثلاثاء، أنه لأول مرة منذ بدء إعداد هذه الإحصائيات في عام 2018، شهد عام 2024 عاصفتين تجاوزت خسائرهما 50 مليار دولار لكل منهما، فقد تسببت الأعاصير هيلين وميلتون، التي اجتاحت الولايات المتحدة في سبتمبر وأكتوبر، في دمار هائل تجاوز هذا الرقم.

وأوضحت أنه ضمن الكوارث الأخرى التي تضمنها التقرير، جاء إعصار ياجي في جنوب شرق آسيا، الذي أسفر عن مقتل 829 شخصًا وخسائر اقتصادية بقيمة 12.6 مليار دولار، وفي أوروبا، خلفت العاصفة بوريس أضرارًا بلغت قيمتها 5 مليارات دولار، بينما اجتاحت الفيضانات جنوب الصين وبافاريا وفالنسيا وريو غراندي دو سول بالبرازيل، متسببة في خسائر كبيرة.

بصمات واضحة لتغير المناخ

أشار العلماء إلى أن معظم هذه الكوارث تحمل بصمات واضحة لتغير المناخ الناجم عن الأنشطة البشرية، مثل حرق الوقود الأحفوري، وقالت الدكتورة مريم زكريا، الباحثة في إمبريال كوليدج لندن: "تظهر هذه الكوارث مدى تأثير تغير المناخ على حياتنا، إنها ليست مجرد أرقام، بل معاناة لا توصف لملايين الأشخاص حول العالم".

وأضافت زكريا أن التقرير يقدم "لمحة خاطفة" عن حجم الدمار، مؤكدة أن هناك العديد من الكوارث الأخرى، مثل موجات الجفاف والحرائق، التي لم يشملها التقرير ولكنها تزداد تواترًا وشدة.

وتؤكد منظمة "كريستيان إيد" أن التكلفة الحقيقية للكوارث المناخية أعلى بكثير من التقديرات الحالية، لأن العديد من المتضررين، خصوصًا في البلدان الفقيرة، لا يتمتعون بالتغطية التأمينية.

ولفت التقرير إلى الكوارث التي خلفت أضرارًا طويلة الأمد، مثل الفيضانات في غرب إفريقيا والانهيارات الأرضية في الفلبين والجفاف في جنوب إفريقيا، وأشار إلى التأثير المدمر لهذه الكوارث على النظم البيئية وإمدادات الغذاء والاستقرار الاجتماعي.

إجراءات عاجلة

من جانبه، دعا باتريك وات، الرئيس التنفيذي لمنظمة كريستيان إيد، صناع القرار إلى خفض الانبعاثات وزيادة التعويضات المالية للدول الفقيرة.

وقال "وات": "لا شيء طبيعي في شدة وتواتر هذه الكوارث المتزايدة. إنها نتيجة خيارات سياسية مستمرة تدعم استخدام الوقود الأحفوري، وتفشل في مساعدة الدول الأكثر تضررًا من تغير المناخ".

وأكد وات أن مواجهة أزمة المناخ تتطلب إجراءات حاسمة من الحكومات العالمية للحد من الانبعاثات وضمان العدالة المناخية للدول الأكثر عرضة للخطر.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات القوية والمفاجئة وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية  وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

وتؤكد الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية