مسيحيو غزة يصلّون للسلام في عيد الميلاد وسط أجواء الحرب والحزن
مسيحيو غزة يصلّون للسلام في عيد الميلاد وسط أجواء الحرب والحزن
في أجواء تغلب عليها الحزن والخوف، أضاء مسيحيو غزة الشموع في كنيسة القديس برفيريوس الأثرية احتفالاً بعيد الميلاد لدى الطوائف الأرثوذكسية، فيما غابت شجرة العيد والزينة التقليدية، وحضرت التراتيل التي امتزجت بدوي الانفجارات، حيث لا يزال القطاع يشهد حرباً مستمرة منذ أكثر من 15 شهراً.
معاناة مشتركة
وقال رامز الصوري (47 عامًا): "عيدنا أصبح دعاءً فقط دون هدايا للأطفال، دون فرح"، وأضاف: "نصلي من أجل السلام وأن تنتهي الحرب"، مشيراً إلى أن المعاناة تجمع المسلمين والمسيحيين في القطاع، بحسب فرانس برس.
ولم تسلم الكنائس من آثار الحرب؛ حيث تعرضت كنيسة القديس برفيريوس لأضرار نتيجة غارة إسرائيلية في أكتوبر 2023، ما أسفر عن مقتل 18 فلسطينياً مسيحياً.
وقبل الانتفاضة الفلسطينية الثانية في عام 2000، كان يعيش في غزة نحو 7000 مسيحي. لكن النزاعات والحصار دفعا الكثيرين للهجرة، ليتبقى اليوم حوالي 1100 فقط يعيشون وسط أزمة إنسانية خانقة.
نداء عالمي للسلام
دعا بابا الفاتيكان البابا فرانسيس في رسالته بمناسبة عيد الميلاد إلى "صمت الأسلحة"، مطالباً بإنهاء الصراعات في الشرق الأوسط وأوكرانيا والسودان، ورغم الجهود الدولية للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحماس، لا تزال المحادثات مستمرة دون نتائج ملموسة.
الحرب على قطاع غزة
عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر 2023 قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف والاعتقالات في الضفة الغربية.
وأسفر القصف عن استشهاد أكثر من 45.900 مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 109 آلاف جريح، إضافة إلى نحو 10 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.
ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.
وتواصل إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة ورغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية وصدور قرارات باتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني في غزة.
ولا يزال الجيش الإسرائيلي مستمرا في قصفه مناطق مختلفة في القطاع منذ السابع من أكتوبر، مخلفا دمارا هائلا وخسائر بشرية كبيرة ومجاعة أودت بحياة العديد من الأطفال والمسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.