«هآرتس»: إسرائيل تعرقل تحقيق أممي في انتهاكات جنسية خلال هجوم حماس

«هآرتس»: إسرائيل تعرقل تحقيق أممي في انتهاكات جنسية خلال هجوم حماس
جنود إسرائيليون في غزة- أرشيف

منعت إسرائيل الأمم المتحدة من التحقيق في الجرائم الجنسية التي ارتكبتها حركة حماس خلال هجوم السابع من أكتوبر، بسبب قلقها من أن يمتد التحقيق ليشمل مزاعم تتعلق بالعنف الجنسي الذي يمارس ضد الفلسطينيين داخل مراكز الاحتجاز الإسرائيلية.

ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة «هآرتس» العبرية اليوم الأربعاء، جاء الطلب من براميلا باتن، ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة، التي اشترطت السماح لفريقها بالوصول إلى تلك المرافق، إلا أن إسرائيل رفضت الطلب.

قلق من القائمة السوداء

وفقا للصحيفة، أكدت مصادر أن رفض إسرائيل التعاون قد يؤدي إلى إدراجها على "القائمة السوداء" للأمم المتحدة، التي تشمل الكيانات المسؤولة عن العنف الجنسي في النزاعات، في حين قد تبقى حماس خارج القائمة، مما يثير مخاوف في الأوساط الإسرائيلية.

دعت باتن إسرائيل إلى توقيع اتفاقية إطار للتعاون مع مكتبها، كما فعلت أوكرانيا سابقاً، لضمان حماية الأسرى ومنع العنف الجنسي، وأشارت إلى أن التعاون مع الأمم المتحدة قد يسهم في تحسين صورة إسرائيل دولياً ويقلل من خطر إدراجها على القائمة السوداء.

توثيق الجرائم وانتقادات

وثّق تقرير أممي سابق جرائم جنسية ارتكبت خلال هجوم حماس وأثناء احتجاز رهائن في غزة، لكن عدم تعاون إسرائيل مع المحققين الدوليين قد يُفوت فرصة تقديم أدلة جديدة وتوضيح الحقائق.

أعربت منظمات حقوقية ونسائية إسرائيلية عن استيائها من رفض الحكومة السماح بالتحقيق، محذرة من تداعيات ذلك على الموقف الدولي لإسرائيل، وأضافت أن عدم التعاون قد يُنظر إليه كاعتراف ضمني بالتهم الموجهة.

طالبت ناشطات مثل البروفيسورة روث هالبرين-كداري بضرورة السماح بإجراء تحقيق شامل لتوثيق الجرائم وإنصاف الضحايا، مؤكدة أن التعاون مع الأمم المتحدة فرصة لعرض جدية إسرائيل في التحقيق بالاتهامات الموجهة ضدها.

الحرب على قطاع غزة               

عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر 2023 قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف والاعتقالات في الضفة الغربية.

وأسفر القصف عن استشهاد أكثر من 45.900 مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 109 آلاف جريح، إضافة إلى نحو 10 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.

ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.

وتواصل إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة ورغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية وصدور قرارات باتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني في غزة.

ولا يزال الجيش الإسرائيلي مستمرا في قصفه مناطق مختلفة في القطاع منذ السابع من أكتوبر، مخلفا دمارا هائلا وخسائر بشرية كبيرة ومجاعة أودت بحياة العديد من الأطفال والمسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية