عبر الذكاء الاصطناعي.. احتيال عاطفي يكبّد ضحية 852 ألف دولار باسم براد بيت

حذّر الناطق باسم الممثل العالمي براد بيت جمهوره من خطر الاحتيال الإلكتروني بعد أن وقعت امرأة ضحية عملية احتيال مدبرة، استغل خلالها الجناة صورة النجم الهوليوودي لتحقيق مكاسب مادية كبيرة.

وفي تصريح لمجلة "إنترتينمنت ويكلي"، أعرب الناطق عن أسفه العميق قائلاً: "من المؤسف أن يتم استغلال العلاقة التي تربط المعجبين بالمشاهير لتحقيق أغراض احتيالية"، مشدداً على أهمية توخي الحذر وعدم التجاوب مع أي طلبات مشبوهة عبر الإنترنت، خاصة من شخصيات ليست لها حسابات رسمية مثل براد بيت بحسب فرانس برس.

قصة مأساوية

في تقرير عرضته محطة "تي إف 1" الفرنسية، روت امرأة خمسينية تُدعى "آن" تفاصيل محاولات الاحتيال التي تعرضت لها. فقد ادعى الجناة، باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، أنهم براد بيت، وقدموا لها صوراً شخصية مزيفة ووثائق هوية معدلة بهدف إقناعها.

تحت تأثير هذه الحيلة، دفعت "آن" مبلغاً ضخماً بلغ 830 ألف يورو (نحو 852 ألف دولار)، بعدما أخبرها المحتالون أن "براد بيت" المزعوم بحاجة ماسة إلى المال لإجراء عملية جراحية لعلاج سرطان الكلى، لكن الأمر لم يتوقف عند الاحتيال المالي؛ إذ عانت الضحية من صدمة نفسية عميقة، دفعتها إلى محاولة الانتحار 3 مرات قبل أن يتم إدخالها إلى مستشفى متخصص لعلاج الاكتئاب الحاد.

سخرية لاذعة 

وبعد عرض التقرير، أصبحت الضحية محط سخرية لاذعة من مستخدمي الإنترنت الذين انتقدوا ما اعتبروه تصرفاً "ساذجاً"، هذا الضغط دفع قناة "تي إف 1" إلى سحب الحلقة من منصاتها، مؤكدة أنها اتخذت هذا الإجراء لحماية الشاهدة بعد تعرضها لموجة واسعة من التنمر.

ورغم ذلك، انتقد البعض المحطة التلفزيونية لعدم تقديرها للآثار النفسية التي قد تترتب على كشف هذه القصة أمام الجمهور، معتبرين أن ضحية الاحتيال ربما لم تكن تدرك حجم التداعيات.

خطر يتزايد

الخبراء يشيرون إلى أن الاحتيال عبر استغلال العواطف ليس أمراً جديداً؛ فقد ظهر منذ بدايات البريد الإلكتروني، إلا أن التطور الكبير في تقنيات الذكاء الاصطناعي جعل عمليات التزوير والاحتيال أكثر تعقيداً وخطورة.

وفي واقعة مشابهة، أوقفت السلطات الإسبانية 5 أشخاص في سبتمبر الماضي بتهمة الاحتيال على امرأتين وسرقة 325 ألف يورو منهما، بعد أن ادعوا أنهم براد بيت وتواصلوا معهما عبر منصات إلكترونية مخصصة لمحبي الممثل.

يذكر أن اسم براد بيت كان في دائرة الاهتمام الإعلامي مؤخراً، بعد توقيعه مع أنجلينا جولي على اتفاق الطلاق، ما أنهى نزاعاً قانونياً استمر 8 سنوات.

تسلط قصص كهذه الضوء على الخطر المتزايد الذي يشكله المحتالون على الإنترنت، وأهمية رفع مستوى الوعي بشأن حماية البيانات الشخصية والعواطف من الاستغلال.