الأمم المتحدة: العنف في الكونغو يفاقم إحدى أكثر الأزمات الإنسانية خطورة
الأمم المتحدة: العنف في الكونغو يفاقم إحدى أكثر الأزمات الإنسانية خطورة
أعرب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في جمهورية الكونغو الديمقراطية، برونو لوماركي، الاثنين، عن قلقه البالغ بشأن الوضع الإنساني في مدينة غوما الواقعة شرقي البلاد.
وأكد لوماركي، أن الاشتباكات المسلحة التي اجتاحت المدينة بعد سيطرة حركة "إم23" المتمردة فاقمت واحدة من أكثر الأزمات تعقيداً وخطورة على مستوى العالم، وفقا لموقع أخبار الأمم المتحدة.
وأوضح لوماركي أن جميع أحياء المدينة أصبحت مسرحاً للقتال العنيف، حيث امتدت نيران المدفعية الثقيلة إلى مناطق مدنية، بما في ذلك مستشفى للولادة.
وأشار المسؤول الأممي إلى أن مئات الآلاف من السكان يحاولون الفرار من المدينة، التي يقطنها نحو مليون شخص، فضلاً عن المناطق المحيطة التي كانت تؤوي 700 ألف نازح داخلي يعيشون أصلاً في ظروف مزرية.
نزوح جماعي وخدمات منهارة
شهدت مواقع النزوح المحيطة بالمدينة عمليات إخلاء جماعي، حيث توجه النازحون إلى داخل غوما بعد أن نفدت منهم الخيارات المتاحة للفرار من العنف.
وأكد لوماركي أن المستشفيات في المدينة تواجه صعوبات كبيرة في التعامل مع الأعداد المتزايدة من الجرحى، رغم الدعم المقدم من منظمتي "أطباء بلا حدود" و"اللجنة الدولية للصليب الأحمر"، كما أشار إلى تدهور الخدمات الأساسية، بما في ذلك شح المياه والكهرباء وانقطاع خدمة الإنترنت.
ونقل لوماركي أن الموظفين الإنسانيين الأساسيين يعملون في ظروف قاسية لتقديم المساعدات الضرورية، في حين تعرضت المرافق الإنسانية للنهب وقصف المدفعية.
دعوات لإيقاف القتال
دعا لوماركي الأطراف المتحاربة إلى الاتفاق على فترات توقف إنسانية مؤقتة وإنشاء ممرات آمنة تتيح استئناف الأنشطة الإنسانية وإجلاء الجرحى والمدنيين.
وطالب بإعادة فتح مطار غوما بشكل آمن وضمان بقاء الحدود بين رواندا والكونغو الديمقراطية مفتوحة لتمكين النازحين من إيجاد ملجأ بعيد عن مناطق القتال.
وحث المجتمع الدولي على اتخاذ إجراءات عاجلة لدعم الاستجابة الإنسانية ومنع تفاقم الأزمة، قائلا: "يجب أن نتحرك الآن لتخفيف معاناة السكان ومنع مزيد من الخسائر في الأرواح".
قوات حفظ السلام
أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام، جان بيير لاكروا، أن الوضع في غوما لا يزال متقلباً وخطيراً، حيث يشير تقدم حركة "إم23" إلى تحول كبير في ميزان القوى.
وأوضح أن قوات حفظ السلام التابعة لبعثة الأمم المتحدة (مونوسكو) لا تزال موجودة في مواقعها على الأرض، مشيراً إلى مقتل 3 جنود وإصابة 12 آخرين خلال الاشتباكات.
وشدد لاكروا على التزام البعثة بحماية المدنيين والمقاتلين غير المسلحين وفقاً للقانون الدولي الإنساني، موضحاً أن أعداداً كبيرة من المدنيين يلجؤون حالياً إلى مباني البعثة طلباً للحماية.
جهود دبلوماسية لإنهاء الأزمة
رحب لاكروا بمبادرات السلام الإقليمية، مشيداً بجهود الجماعة الاقتصادية لدول شرق إفريقيا التي أعلنت نيتها عقد قمة لبحث الوضع في غوما، إلى جانب جلسة مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي المقررة.
وأكد أن الأمم المتحدة تواصل العمل مع كافة الأطراف لإعادتهم إلى طاولة المفاوضات بهدف إيجاد حل دائم للأزمة.
واختتم لاكروا تصريحاته بدعوة الأطراف المتنازعة إلى الالتزام بمسؤولياتها الإنسانية، مشدداً على ضرورة تكثيف الجهود الدولية لتقديم الدعم العاجل للمتضررين وضمان عودة الاستقرار إلى غوما ومحيطها.