مصر وقطر تكثفان جهودهما لإنقاذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
مصر وقطر تكثفان جهودهما لإنقاذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
كثّف الوسطاء المصريون والقطريون جهودهم، اليوم الأربعاء، لحل الأزمة التي تهدد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وسط تهديدات إسرائيلية باستئناف القتال إذا لم تفرج حركة حماس عن الرهائن المتفق عليهم بحلول السبت.
وأفاد مصدر فلسطيني، تحدث لوكالة فرانس برس شريطة عدم الكشف عن هويته، بأن "الوسطاء على تواصل مستمر مع الطرف الأميركي، ويعملون بشكل مكثف لإنهاء الأزمة وضمان تنفيذ البروتوكول الإنساني في الاتفاق، تمهيدًا لبدء مفاوضات المرحلة الثانية".
وتصاعدت حدة التهديدات الإسرائيلية، حيث أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، أن الجيش "سيستأنف القتال إذا لم تُعد حماس الرهائن بحلول ظهر السبت"، متوعدًا بتكثيف القصف لتحقيق "هزيمة حاسمة" للحركة.
وجاء تهديده متماشيًا مع تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي لوّح بفتح أبواب "الجحيم" في حال عدم الإفراج عن جميع الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس.
اتهامات متبادلة
في المقابل، رفضت حماس الضغوط الإسرائيلية، متهمة تل أبيب "بتعطيل الاتفاق وعدم الالتزام به، وعرقلة دخول المساعدات الإنسانية".
وأكد رئيس المكتب الإعلامي الحكومي لحماس في غزة، سلامة معروف، أن إسرائيل ارتكبت "أكثر من 270 انتهاكًا منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ"، مشيرًا إلى "مقتل 93 شهيدًا وإصابة العشرات، إلى جانب عدم الالتزام بالبروتوكول الإنساني".
وبعد أشهر من الجمود، نجحت الوساطة القطرية والمصرية والأميركية في إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار، دخل حيز التنفيذ في 19 يناير، تضمن مرحلة أولى مدتها 16 يومًا، يليها بدء مفاوضات غير مباشرة للمرحلة الثانية، إلا أن المفاوضات لم تبدأ بعد.
وحتى الآن، أفرجت حماس عن 16 رهينة إسرائيلية في خمس عمليات تبادل، في حين أطلقت إسرائيل سراح مئات المعتقلين الفلسطينيين، وكان من المفترض إجراء التبادل السادس السبت، لكن استمرار التوتر يهدد بإفشال الاتفاق.
مخاوف من التصعيد
مصدر مقرب من حماس، رفض الكشف عن اسمه، أكد أن "الأوضاع لا تزال معقدة، والتعطيل الإسرائيلي المتواصل يشير إلى نية إسرائيل تخريب اتفاق وقف النار واستئناف العدوان"، محذرًا من أن عدم بدء المرحلة الثانية من المفاوضات يعكس إصرار إسرائيل على عرقلة تنفيذ الاتفاق.
ومع استمرار الجهود الدبلوماسية، يبقى مصير وقف إطلاق النار معلقًا بين ضغوط الوسطاء، والتهديدات الإسرائيلية، ومطالب حماس، وسط مخاوف متزايدة من انهيار الاتفاق وتجدد المواجهات العسكرية في غزة.