«مجتمع الميم» في ألمانيا يدعم اليمين المتطرف بسبب تشدده ضد المهاجرين
«مجتمع الميم» في ألمانيا يدعم اليمين المتطرف بسبب تشدده ضد المهاجرين
نشرت مجلة "سبكتاتور" البريطانية مقالًا للكاتبة إليزابيث دامبير تناولت فيه التوجهات الانتخابية للناخبين المثليين في ألمانيا قبل الانتخابات التشريعية المرتقبة في 23 فبراير الجاري، حيث أظهرت استطلاعات الرأي ميلًا متزايدًا لهذه الفئة نحو حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف، رغم تبنيه سياسات يعتبرها مجتمع الميم مناهضة له.
وكشف استطلاع أجرته منصة "روميو"، وهي أكبر منصة مواعدة للمثليين في أوروبا، وشمل أكثر من 60 ألف رجل مثلي في ألمانيا، أن 28% منهم يعتزمون التصويت لحزب "البديل من أجل ألمانيا"، ما يجعله الحزب الأكثر شعبية بين هذه الفئة.
وحلّ الحزب الأخضر في المرتبة الثانية بنسبة 20%، بينما جاء الحزب الديمقراطي المسيحي ثالثًا بنسبة 17.6%، والحزب الاشتراكي الديمقراطي في المرتبة الرابعة بنسبة 12.5%.
سياسات الحزب المثيرة للجدل
عارض "البديل من أجل ألمانيا" قانون تشريع زواج المثليين في عام 2017، وقدم في 2019 مقترحًا لإلغائه.
ورغم أن مرشحته لمنصب المستشارية، أليس فايدل، مثلية تربي طفلين مع شريكة من أصول سريلانكية، فإن الحزب يعتبر الصوت الأعلى في البرلمان الألماني ضد حقوق مجتمع الميم.
وحاول نواب الحزب العام الماضي الطعن في قانون يسهل على الأشخاص العابرين جنسيًا تغيير جنسهم القانوني، لكن محاولتهم باءت بالفشل.
الهجرة وتأثيرها على التصويت
وترى كاتبة المقال أن موقف الحزب المتشدد ضد الهجرة الجماعية قد يكون أحد الأسباب التي تدفع بعض المثليين لدعمه.
وتشير الكاتبة إلى أن قسمًا كبيرًا من اللاجئين الذين دخلوا ألمانيا منذ 2015 قدموا من دول تُجرّم المثلية أو تنظر إليها بازدراء، ما أدى إلى تأثير سلبي على المجتمع الألماني.
ويعبّر ديفيد، وهو طالب مثلي، عن إحباطه من الأحزاب اليسارية، قائلًا: "اعتقدوا أن الشيء الوحيد الذي يهم المثليين هو حقوقهم، لكنني أركز على قضايا الهجرة والاقتصاد والأمن".
أما علي أوتلو، ألماني مثلي من أصول تركية، فيشير إلى أن "هناك أحياء لم نعد نستطيع الذهاب إليها بسبب خطر التعرض لهجوم أو حتى القتل".
بين الأيديولوجيا والواقع السياسي
بحسب الكاتبة، فإن العديد من المثليين يرون أن تصريحات "البديل من أجل ألمانيا" حول إلغاء زواج المثليين مجرد مزايدات لكسب الناخبين المحافظين، وليست سياسات قابلة للتطبيق فعليًا، مما يفسر تزايد دعمهم للحزب رغم مواقفه المتشددة.