«اليونيسف» تدعو لاتخاذ إجراءات طارئة لإنقاذ التعليم في الكونغو
«اليونيسف» تدعو لاتخاذ إجراءات طارئة لإنقاذ التعليم في الكونغو
حذّرت منظمة اليونيسف من تفاقم الأزمة التعليمية في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث أدى تصاعد العنف والنزوح الجماعي إلى إغلاق آلاف المدارس وحرمان مئات الآلاف من الأطفال من حقهم في التعليم.
ووفقا لبيان نشرته المنظمة، الاثنين، طالبت "اليونيسف" أطراف النزاع باحترام المنشآت التعليمية وغيرها من الأعيان المدنية، وفقًا لما ينص عليه القانون الدولي، كما دعت إلى وقف الاستخدام العسكري للمدارس بشكل فوري.
وكشفت اليونيسف في بيان صحفي أن نظام التعليم في شرق الكونغو الديمقراطية كان يعاني أصلاً من ضغط هائل، حتى قبل اندلاع موجة العنف الأخيرة، بسبب العدد الكبير من النازحين، وذكرت أن أكثر من 6.5 مليون شخص نزحوا عن منازلهم في المنطقة، من بينهم 2.6 مليون طفل، ما زاد من تعقيد الوضع التعليمي.
إغلاق أكثر من 2500 مدرسة
شهدت مناطق شمال كيفو وجنوب كيفو، منذ بداية العام الحالي، إغلاق أكثر من 2500 مدرسة، بما في ذلك تلك الواقعة داخل مخيمات النزوح، أدى ذلك إلى حرمان نحو 795 ألف طفل من التعليم، فيما بلغ عدد الأطفال خارج المدارس في شرق الكونغو الديمقراطية 1.6 مليون طفل.
وأعاد المسؤولون في مدينة غوما فتح المدارس في 9 فبراير، لكن عددًا قليلًا من التلاميذ عادوا إلى مقاعد الدراسة، ورفض العديد من أولياء الأمور إرسال أبنائهم إلى المدارس، معربين عن مخاوف أمنية كبيرة، حيث لا يزال الوضع غير مستقر، ما يهدد استمرارية التعليم للأطفال في المنطقة.
وشددت منظمة اليونيسف على أن التعليم ليس مجرد حق أساسي، بل هو أداة حيوية في أوقات الأزمات، حيث يساعد في الحفاظ على الاستقرار ويوفر للأطفال مساحات آمنة تحميهم من مخاطر التجنيد القسري في الجماعات المسلحة أو التعرض للعنف الجنسي.
وتسهم المدارس في تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال الذين عانوا من صدمات نفسية بسبب النزاع.
توفير حلول تعليمية بديلة
أوضحت اليونيسف أنها تسعى إلى استمرار التعليم في شرق الكونغو الديمقراطية من خلال إنشاء أماكن تعليمية مؤقتة، وتوزيع المواد المدرسية ومستلزمات النظافة والصرف الصحي.
وتعمل المنظمة على إطلاق برامج تعليمية عبر الراديو وتقديم برامج التعلم المُسرّع للوصول إلى الأطفال الأكثر عزلة وتهميشًا.
وحذّرت اليونيسف من وجود ألغام وذخائر غير منفجرة في محيط مدينة غوما، بما في ذلك داخل بعض المدارس أو بالقرب منها.
وأكدت أنها ستقود برامج توعية للطلاب والمجتمعات المحلية لتقليل مخاطر الحوادث الناجمة عن هذه المتفجرات، وضمان بيئة تعليمية أكثر أمانًا للأطفال.
تراجع أعداد الطلاب
أعرب جان فرانسوا باس، الممثل المؤقت لليونيسف في الكونغو الديمقراطية، عن قلقه العميق إزاء الوضع الحالي، قائلًا: "على مدى العامين الماضيين، استثمرنا بكثافة في هياكل التعليم في مواقع النزوح حول غوما، لكن هذه المواقع أصبحت شبه فارغة الآن.. نحن قلقون للغاية من أن الأطفال الذين نزحوا مرة أخرى قد لا يعودون أبدًا إلى المدرسة".
وضمن جهودها الإنسانية العاجلة، أعلنت اليونيسف أنها تسعى إلى جمع 52 مليون دولار لتلبية الاحتياجات التعليمية لـ480 ألف طفل في شرق الكونغو الديمقراطية، وذلك لضمان استمرارهم في التعليم رغم الأزمة المتفاقمة.
في ظل تدهور الوضع الأمني، يبقى مصير آلاف الأطفال في الكونغو الديمقراطية مجهولًا، ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان حقهم الأساسي في التعليم.