«مونت كارلو»: إسرائيل دمرت البنية التحتية وهجّرت السكان بالضفة الغربية

«مونت كارلو»: إسرائيل دمرت البنية التحتية وهجّرت السكان بالضفة الغربية
تدمير البنية التحتية

انطلقت الحملة العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في الضفة الغربية في وقت سابق من هذا العام، حيث شنّ الجيش الإسرائيلي عمليات واسعة النطاق تحت ذريعة ملاحقة "جيوب المسلحين" الذين يخططون لتنفيذ هجمات ضد إسرائيل.

ووفقا لتقرير أعدته "مونت كارلو الدولية" أسفرت الحملة عن تدمير واسع للبنى التحتية والممتلكات، بالإضافة إلى فرض حصار شامل على العديد من المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، كما شهدت المنطقة تهجيراً جماعياً لعشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين أجبروا على مغادرة منازلهم.

أكبر عملية تهجير منذ حرب 1967

بلغ عدد المهجرين الفلسطينيين في الضفة الغربية وفقاً للسلطات المحلية نحو 40 ألف شخص، والذين لجأوا إلى مدارس ومساجد ومبانٍ حكومية في مختلف أنحاء المنطقة بعد أن تم طردهم من منازلهم.

وصف العديد من الفلسطينيين هذه الحملة بأنها الأكثر شدة منذ حرب 1967، التي أسفرت عن احتلال إسرائيل للقدس والضفة الغربية وغزة ومناطق أخرى.

وأشار عدد من الشهود الذين عايشوا اجتياح الجيش الإسرائيلي للضفة الغربية في عام 2002 إلى أن حجم النزوح الحالي يفوق بكثير ما شهدوه آنذاك، ما أثار خشيتهم من أن يكون التهجير دائماً، مع احتمال منع العودة إلى منازلهم حتى بعد انتهاء العمليات العسكرية.

ذكريات النكبة

استحضرت عمليات التهجير في الضفة الغربية ذكرى النكبة الفلسطينية، التي شهدت طرد الفلسطينيين من منازلهم في عام 1948.

وأبدت صحيفة "نيويورك تايمز" مخاوفها من أن النزوح، حتى وإن كان مؤقتاً، يعيد إلى الأذهان "الصدمة المحورية" في التاريخ الفلسطيني المعاصر، مشيرة إلى أن بعض النازحين لن يتمكنوا من العودة إلى منازلهم التي هدمتها القوات الإسرائيلية، التي دمرت أيضاً الطرقات وشبكات المياه والكهرباء في العديد من المناطق.

ودمرت الحملة العسكرية الإسرائيلية البنية التحتية للمياه والصرف الصحي في أربعة مخيمات للاجئين، كما تعرضت بعض مرافق المياه للتلوث نتيجة مياه الصرف الصحي.

وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن الأضرار التي لحقت بالممتلكات والمرافق ما زالت غير واضحة، نظراً لأن الجيش الإسرائيلي ما زال ينفذ عمليات في العديد من المناطق، وقد تم تسجيل تدمير أكثر من 150 منزلاً في مدينة جنين وحدها.

المخيمات الفلسطينية

أكد المشرف على خدمات الطوارئ في مخيم طولكرم، حكيم أبو صافية، أن المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية لم تعد صالحة للسكن نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية.

وأوضح أن المخيمات أصبحت خارج نطاق الخدمة، ولا أحد يستطيع التنبؤ بمصيرها بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي، وقال إن حتى في حال انسحب الجيش، لا يوجد تأكيد على ما سيبقى من المخيمات لإصلاحه.

وفي وقت يعاني فيه الفلسطينيون من التهجير والدمار، تواصل الحكومة الإسرائيلية توسع عملياتها الاستيطانية في الضفة الغربية، وفقاً لمنظمة "السلام الآن" الإسرائيلية، طرحت الحكومة مناقصة لبناء نحو 974 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة "إفرات" جنوب الضفة الغربية.

ويتوقع أن يسمح هذا التوسع بزيادة عدد المستوطنين في المنطقة بنسبة 40%، مما سيؤدي إلى تعقيد عملية تطوير مدينة بيت لحم الفلسطينية القريبة.

تهديد التوازن الجغرافي

حذر رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، مؤيد شعبان، من مخطط الحكومة الإسرائيلية لزيادة المستوطنات في الضفة الغربية، مشيراً إلى أن بناء حي جديد في مستوطنة "إفرات" سيتسبب في توسيع المستوطنة على حساب الأراضي الفلسطينية، ويضع عوائق أمام توسع مدينة بيت لحم.

وأكد شعبان أن إنشاء مستوطنة "ناحال حيلتس" بين بلدتي حوسان والخضر سيؤدي إلى فصل محافظتي بيت لحم والقدس، وهو ما يعزز المخطط الإسرائيلي لتطبيق مشروع "القدس الكبرى" الذي يهدد التواصل الجغرافي بين شمال وجنوب الضفة الغربية.

ويقدر عدد المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية بأكثر من 500 ألف شخص، مقارنة بنحو 3 ملايين فلسطيني يعيشون في المنطقة نفسها، هذه الأرقام تعكس التحديات الكبيرة التي يواجهها الفلسطينيون في محاولة الحفاظ على أراضيهم في مواجهة التوسع الاستيطاني المستمر.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية