عشرون جريحاً خلال صدامات بين الشرطة والمتظاهرين في الأرجنتين

شهدت العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيرس، الأربعاء، صدامات عنيفة أسفرت عن إصابة 20 شخصًا على الأقل، أحدهم إصابته خطِرة، واندلعت الاشتباكات خلال مظاهرة خرج فيها المحتجون للمطالبة بحقوق المتقاعدين، وانضم إليهم عدد كبير من مشجعي كرة القدم.

وأفاد مراسلو وكالة "فرانس برس"، أن هذه المواجهات تعد ضمن أعنف الاضطرابات التي تشهدها البلاد منذ تولي الرئيس خافيير ميلي منصبه قبل 15 شهرًا.

وألقى المتظاهرون الحجارة والمقذوفات المختلفة باتجاه قوات الأمن، التي ردت باستخدام الرصاص المطاطي ومدافع المياه والغاز المسيل للدموع.

تحول الاحتجاجات لأعمال شغب

بدأت المسيرة الاحتجاجية بسلمية رغم التوتر الواضح بين المتظاهرين وقوات الشرطة، ومع اقتراب المظاهرة من مبنى البرلمان، اشتد التوتر وتصاعدت المناوشات، ما أدى إلى مواجهات مباشرة بين الجانبين.

وفي ساعات المساء، خرجت الاحتجاجات عن السيطرة وتحولت إلى أعمال شغب واسعة في ساحة مايو، القريبة من مقر الرئاسة.

وأكدت الشرطة أنها اعتقلت أكثر من مئة شخص، متهمة بعضهم بإضرام النيران في سيارة للشرطة ودراجة نارية خلال الأحداث.

إصابة صحفي خلال تغطيته المواجهات

تعرض الصحفي بابلو غريلو لإصابة خطِرة خلال تغطيته الأحداث، بعدما أصيب بمقذوف خلال التقاطه صورًا للمواجهات.

وانتشر مقطع فيديو يوثق لحظة إصابته على مواقع التواصل الاجتماعي، ما أثار ردود فعل واسعة حول سلامة الصحفيين خلال تغطية الاضطرابات.

وتواصلت ردود الفعل على هذه المواجهات وسط حالة من الترقب لما ستؤول إليه الأوضاع في الأيام المقبلة.

التوترات الاجتماعية في الأرجنتين

واجهت الأرجنتين في الأشهر الأخيرة موجات احتجاجية واسعة بسبب تراجع الأوضاع الاقتصادية وارتفاع معدلات التضخم، ما أدى إلى تزايد الغضب الشعبي ضد الحكومة.

واتخذ الرئيس خافيير ميلي قرارات اقتصادية مثيرة للجدل، شملت خفض الإنفاق العام وتقليص الدعم الاجتماعي، ما تسبب في تصاعد الاحتقان بين الفئات المتضررة.

وتشهد البلاد حراكًا مستمرًا من قبل النقابات العمالية والجماعات الحقوقية التي تعارض السياسات الاقتصادية الجديدة، محذرة من تداعياتها السلبية على الطبقات الفقيرة والمتقاعدين.

وتعد هذه الاحتجاجات واحدة من سلسلة تظاهرات شهدتها البلاد منذ بداية العام، وسط مطالبات بإصلاحات أكثر عدالة، وضمانات اجتماعية أقوى.