بشعار «سوريا تنتصر».. دمشق تحيي الذكرى الـ14 للاحتجاجات الشعبية لأول مرة

بشعار «سوريا تنتصر».. دمشق تحيي الذكرى الـ14 للاحتجاجات الشعبية لأول مرة
الاحتفال بالثورة في سوريا

للمرة الأولى منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية عام 2011، يحيي السوريون الذكرى الرابعة عشرة للثورة ضد نظام بشار الأسد في أجواء مختلفة، بعدما شهدت البلاد تحولًا جذريًا أدى إلى إسقاط حكم آل الأسد الذي استمر لعقود.

وتستعد العاصمة دمشق، اليوم السبت، لاستقبال حشود كبيرة في ساحة الأمويين، التي طالما كانت رمزًا لتجمعات أنصار النظام السابق، لتتحول اليوم إلى نقطة احتفاء بمرحلة سياسية جديدة، وتحت شعار "سوريا تنتصر"، دعا ناشطون في بيان إلى تظاهرات شعبية في مدن عدة، أبرزها حمص وإدلب وحماة، احتفالًا بما يصفونه بانتصار الثورة وإسدال الستار على أكثر من خمسين عامًا من حكم عائلة الأسد، بحسب فرانس برس.

احتفالات في قلب دمشق

قادر السيد، أحد المشاركين في الفعاليات، تحدث عن مشاعره تجاه الحدث قائلًا:"لطالما كنا نحيي ذكرى الثورة في إدلب، لكن اليوم سنحتفل من قلب دمشق. إنه حلم تحقق بعد سنوات من النضال."

فمنذ 15 مارس 2011، ومع انطلاق ثورات الربيع العربي، خرج آلاف السوريين إلى الشوارع مطالبين بالحرية والكرامة، إلا أن النظام قابل الاحتجاجات بالقوة، ما أدخل البلاد في دوامة حرب استمرت لأكثر من عقد، وأدت إلى تدخل أطراف إقليمية ودولية، وتسببت بواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العصر الحديث.

تحديات المرحلة الجديدة

يأتي إحياء الذكرى هذا العام بعد سقوط النظام السابق في 8 ديسمبر، عندما دخلت فصائل المعارضة المسلحة، بقيادة هيئة تحرير الشام، إلى دمشق، بعد هجوم واسع انطلق من شمال البلاد في أواخر نوفمبر.

ومنذ ذلك الحين، يقود أحمد الشرع، زعيم الهيئة، إدارة البلاد كرئيس انتقالي، في وقت تواجه فيه سوريا تحديات كبيرة، أبرزها الوضع المعيشي المتردي، وتوترات تهدد السلم الأهلي، خصوصًا بعد موجة عنف دامية في الساحل، راح ضحيتها أكثر من 1500 مدني، غالبيتهم من الطائفة العلوية، على أيدي عناصر أمنية ومجموعات رديفة للنظام السابق، وفق ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وفي سياق متصل، دعا غير بيدرسون، المبعوث الأممي إلى سوريا، إلى وقف فوري للعنف، مشددًا على ضرورة حماية المدنيين واحترام القانون الدولي.

وقال بيدرسون في بيان: "بعد 14 عامًا من الثورة، يستحق السوريون انتقالًا سياسيًا عادلًا يلبي تطلعاتهم في الحرية والكرامة والعدالة".

وشدد على أهمية اتخاذ خطوات جريئة نحو تشكيل حكومة انتقالية وصياغة دستور جديد، لضمان الاستقرار في البلاد التي ما تزال تعاني تداعيات سنوات الحرب.

سوريا إلى أين؟

مع دخول البلاد مرحلة جديدة، يترقب السوريون كيفية تعامل القيادة الانتقالية مع الملفات الملحة، من إعادة الإعمار، وتحقيق العدالة الانتقالية، إلى إدارة التوازنات الداخلية والإقليمية، ورغم سقوط النظام السابق، ما تزال تحديات ما بعد الأسد قائمة، ما يجعل من هذه الذكرى لحظة فارقة في تاريخ سوريا الحديث.

وتواجه سوريا واحدة من كبريات الأزمات الإنسانية في العالم، إذ يقدر عدد النازحين داخل البلاد بـ6.6 مليون شخص، فيما يعيش 7.2 مليون لاجئ في دول الجوار.

ويعاني أكثر من 12.4 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي في ظل اقتصاد متدهور وأوضاع معيشية قاسية، ما يجعل الدعم الإنساني ضرورة ملحة لتخفيف معاناة السوريين.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية