ضربة إسرائيلية على جنوب بيروت تقتل قيادياً في «الجماعة الإسلامية»
ضربة إسرائيلية على جنوب بيروت تقتل قيادياً في «الجماعة الإسلامية»
قُتل قيادي بارز في "الجماعة الإسلامية" اللبنانية، الحليفة لحركتَي حماس وحزب الله، اليوم الثلاثاء، إثر ضربة جوية إسرائيلية استهدفت سيارته في بلدة بعورتة الساحلية جنوب بيروت، بحسب ما أكده مصدر أمني لوكالة فرانس برس.
وأوضح المصدر أنّ المستهدف هو الشيخ حسين عطوي، رجل الدين البارز والقيادي العسكري في "قوات الفجر"، الجناح المسلّح للجماعة، الذي لعب دوراً محورياً في إطلاق صواريخ تجاه إسرائيل خلال الأشهر الأولى من عام 2024.
وأعلن الدفاع المدني اللبناني أن الغارة نفذتها طائرة مسيّرة إسرائيلية، وأسفرت عن مقتل شخص على الفور عند استهداف السيارة على الطريق المؤدي إلى بلدة الدامور الساحلية، التي تقع على بعد 20 كلم فقط من العاصمة بيروت.
وتأتي هذه الضربة على الرغم من سريان وقف لإطلاق النار منذ 27 نوفمبر الماضي، في وقت تواصل فيه إسرائيل تنفيذ غارات داخل الأراضي اللبنانية تقول إنها تستهدف مواقع وبنى تحتية عسكرية لحزب الله أو حلفائه.
تصعيد إسرائيلي متواصل
شهد يوم الأحد الماضي مقتل شخصين جراء سلسلة من الضربات الإسرائيلية، حسب ما أفادت به وزارة الصحة اللبنانية، فيما أكد الجيش الإسرائيلي استهدافه بنى تحتية لحزب الله وقتله عنصرين من الحزب الذي تحظى تحركاته بدعم مباشر من إيران.
ومع أن حزب الله لم يعلن مسؤوليته عن أي عمليات أخيراً، فقد استُهدف مراراً خلال الأشهر الأخيرة بضربات إسرائيلية، بالتوازي مع استهداف "الجماعة الإسلامية" التي تبنت إطلاق صواريخ باتجاه شمال إسرائيل في المراحل الأولى من الحرب.
وواصل الجيش اللبناني جهوده في ضبط الوضع جنوب البلاد، معلناً، الأربعاء، توقيف عدد من المتورطين في عمليتي إطلاق صواريخ سابقتين في مارس، لم تتبنهما أي جهة رسمية، فيما نفى حزب الله علاقته بهما.
وأوضح مصدر أمني أن بين الموقوفين ثلاثة عناصر من حركة حماس، التي سبق أن أعلنت مسؤوليتها عن إطلاق صواريخ من الجنوب اللبناني خلال الحرب الدائرة.
إحباط هجوم جديد
كشف الجيش اللبناني في بيان، أمس الاثنين، أنه داهم شقة في منطقة الزهراني – صيدا، وضبط داخلها صواريخ ومنصات إطلاق كانت معدّة لاستخدامها في عملية جديدة ضد إسرائيل.
وتم توقيف عدد من الأشخاص المتورطين، في محاولة واضحة لمنع تجدد الاشتباكات عبر الحدود، خاصة في ظل تصاعد الغارات الإسرائيلية المتكررة.
ومنذ بدء الحرب في غزة في أكتوبر 2023، تصاعد التوتر في جنوب لبنان، حيث شكّلت منطقة ما بعد نهر الليطاني نقطة خلاف أساسية.
ونصّ القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن على وجوب انسحاب حزب الله منها، في مقابل انتشار الجيش اللبناني وقوات "يونيفيل" الدولية، ومع ذلك، تستمر الخروقات بين الحين والآخر، ما يضع لبنان في دائرة الخطر من اندلاع جبهة ثانية شديدة التعقيد.
صراع إقليمي مفتوح
تعكس هذه التطورات اتساع رقعة النزاع في المنطقة، حيث لم تعد الحرب تقتصر على قطاع غزة، بل امتدت إلى الساحة اللبنانية، مهددة بفتح جبهة شمالية قد تتسبب في انفجار إقليمي أوسع، ولا سيما مع تورط أطراف متعددة ترتبط بتحالفات متشابكة من طهران إلى بيروت مروراً بغزة.