وسط مأساة متفاقمة.. أطفال غزة يعيشون كابوساً يومياً والمجاعة تنهش أرواحهم

وسط مأساة متفاقمة.. أطفال غزة يعيشون كابوساً يومياً والمجاعة تنهش أرواحهم
الجوع في غزة - أرشيف

بين صوت القصف وصفير الطائرات، يعيش أطفال غزة كابوساً يومياً تتفاقم فيه المجاعة وتنهش أرواحهم قبل أجسادهم، أطفال يموتون بصمت؛ لا بسبب مرض عضال ولا كارثة طبيعية، بل لأنهم حُرموا من الغذاء، والماء، والدواء، وحق الحياة.

وسط هذه المشاهد المروعة، كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في بيان لها، اليوم الثلاثاء، أن نحو 28 طفلاً يُقتلون يومياً في غزة، إما تحت أنقاض منازلهم أو بسبب الجوع وسوء التغذية، الرقم وحده مخيف، لكنه يصبح أكثر فداحة عندما نُدرك أن هؤلاء الأطفال يشكلون صفاً دراسياً كاملاً يُمحى من الوجود كل يوم.

ومنذ أكثر من 660 يوماً، يعيش سكان القطاع تحت قصف متواصل، لكن الحرب لم تعد تقتل بالقنابل فقط، بل بسياسة "التجويع" التي وصفها مسؤولو الأمم المتحدة بأنها "سلاح فتاك" يُستخدم ضد المدنيين. 

وأكدت اليونيسف، أن الأطفال بحاجة فورية إلى غذاء، وماء نظيف، وأدوية، وحماية، لكن ما هم بحاجة إليه أكثر من كل شيء هو وقف إطلاق النار.

الموت عند أبواب المساعدات

لا تقتصر المعاناة على منازل مهدّمة أو مشافٍ خاوية، بل تمتد إلى طوابير المساعدات. أفادت الأمم المتحدة بأن أكثر من 1500 فلسطيني قُتلوا منذ مايو الماضي وهم يحاولون الحصول على الطعام، تحديداً في نقاط توزيع المساعدات التي تُعسكر عندها القوات الإسرائيلية. 

وأوضحت آخر بيانات وزارة الصحة في غزة أن عدد ضحايا عمليات توزيع المساعدات بلغ 1516 قتيلاً وأكثر من 10 آلاف مصاب، معظمهم من المدنيين، قضوا بنيران مباشرة أُطلقت نحوهم أثناء انتظارهم المساعدة.

وفي الثاني من مارس الماضي، شددت القوات الإسرائيلية الحصار أكثر، وأغلقت المعابر الحدودية كافة، بما في ذلك تلك المخصصة للمساعدات الإنسانية والطبية. 

انتشار واسع للمجاعة

النتيجة كانت كارثية؛ تفشي المجاعة على نطاق واسع ومعدلات سوء تغذية وصفها مسؤولون أمميون بأنها "مميتة"، ولا سيما بين الأطفال الرضع ومرضى الحالات المزمنة.

من جانبه، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن ما يدخل إلى غزة من مساعدات عبر معبرين فقط، أقل من نصف الاحتياجات الأساسية، وهو لا يغطي الحد الأدنى من الضروريات اليومية لسكان يفوق عددهم المليونين.

وأضاف أن المشكلة الكبرى تكمن في أن إسرائيل تتحكم بالكامل في المعابر وتفرض قيوداً شديدة على عمليات التفتيش والإدخال. 

ودعا إلى العودة للعمل بنظام توزيع المساعدات الذي كانت تديره الأمم المتحدة سابقاً عبر شاحنات المعابر البرية، لأنه وحده قادر على تلبية الاحتياجات الملحة للمدنيين.

أرقام كارثية للحرب

منذ اندلاع الحرب بين القوات الإسرائيلية وحركة حماس في أكتوبر 2023، بلغت حصيلة الضحايا المدنيين أكثر من 210 آلاف ما بين شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، بحسب بيانات وزارة الصحة الفلسطينية، كما سُجل أكثر من 9000 فقيد، فضلًا على مئات الآلاف من النازحين الذين يعيشون في ملاجئ متهالكة لا تصلح للحياة.

اليوم، وبينما يصمت العالم أو يكتفي بالتنديد، تحصد الحرب أرواح الأطفال يومًا بعد يوم، وتحوّل غزة إلى منطقة منكوبة إنسانيًا، تدفع فيها الطفولة الثمن الأكبر وحدها.

"أوقفوا القتل.. أنقذوا الأطفال"، بهذه العبارة ختمت اليونيسف بيانها، لكنها قد لا تكون كافية ما لم يصحُ الضمير العالمي من سباته العميق.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية