ذكاء اصطناعي يكشف العمر البيولوجي من صورة ويساعد الأطباء في قرارات العلاج

ذكاء اصطناعي يكشف العمر البيولوجي من صورة ويساعد الأطباء في قرارات العلاج
استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي

 

كشفت دراسة علمية نُشرت في مجلة “لانسيت ديجيتال هيلث” أن أداة ذكاء اصطناعي تُدعى FaceAge يمكنها تقدير العمر البيولوجي للإنسان باستخدام صورة سيلفي فقط، ما يفتح الباب أمام ثورة في طرق تقييم المرضى واختيار العلاجات المناسبة.

وتم تدريب الأداة على عشرات آلاف الصور لوجوه أشخاص تزيد أعمارهم على 60 عامًا يتمتعون بصحة جيدة، لتتمكن من تحديد الفروقات الدقيقة بين الشكل الخارجي والعمر البيولوجي الفعلي.

السرطان يسرّع الشيخوخة البيولوجية

أظهرت التجارب باستخدام الذكاء الاصطناعي أن مرضى السرطان بدوا، من منظور بيولوجي، أكبر بخمس سنوات تقريبًا من عمرهم الزمني، ما يدل على تأثير المرض على شيخوخة الجسم.

وفي اختبارات أجريت على أكثر من 6,000 مريض في الولايات المتحدة وهولندا، ساعدت الأداة الأطباء على تقييم قدرة المريض على تحمل العلاجات القاسية كالعلاج الإشعاعي.

يقول الدكتور ريموند ماك، المتخصص في الأورام بمستشفى "ماساتشوستس جنرال بريغهام": "فرضيتنا هي أن FaceAge يمكن أن يعمل كمؤشر حيوي لتقدير عمر المريض الحقيقي واختيار العلاج الأنسب له".

تحليل عضلات الوجه 

بخلاف المظهر السطحي مثل الشعر الرمادي أو الصلع، تعتمد الأداة على تحليل التغيرات الدقيقة في عضلات الوجه لتقدير التقدم البيولوجي في العمر، وهو ما يجعلها أكثر دقة من التقييم البشري العادي.

اختبر الباحثون الأداة عبر عرض صور لمرضى سرطان في مرحلة متقدمة على ثمانية أطباء طلب منهم التنبؤ بمن سيفارق الحياة خلال 6 أشهر.

كانت دقة التقدير متواضعة بدون الأداة، لكنها تحسّنت بشكل كبير عند إدراج نتائج "FaceAge" في التحليل الطبي.

احتمالات استخدام مثيرة ومقلقة

رغم الإمكانيات الهائلة لأدوات الذكاء الاصطناعي، يثير استخدامها مخاوف أخلاقية، خاصة مع احتمالية استغلالها من قبل شركات التأمين أو أرباب العمل لتقدير المخاطر بناء على مظهر خارجي.

وقال هوغو أيرتس، المسؤول عن الذكاء الاصطناعي في المستشفى نفسه وأحد معدّي الدراسة: "علينا التأكد من أن تُستخدم هذه الأدوات فقط لصالح المرضى وليس ضدهم".

ويشير الباحثون إلى أنهم لم يرصدوا انحيازاً عنصرياً كبيراً في نتائج "FaceAge"، لكنهم يواصلون تدريب الجيل التالي من الأداة باستخدام بيانات لـ20 ألف مريض إضافي.

التمييز بين العمر الزمني والعمر البيولوجي لم يعد افتراضًا علميًا فقط، بل بدأ يأخذ شكلًا عمليًا عبر أدوات مثل "FaceAge".

يُعد التقدم البيولوجي مؤشراً أكثر دقة للحالة الصحية العامة وقدرة الجسم على مقاومة العلاجات أو الإصابات، وهو ما يفتح الباب أمام طب شخصي دقيق لا يعتمد فقط على تاريخ الميلاد، بل على مؤشرات فعلية لحالة الجسم.

ومع انتشار أدوات الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية، تتزايد المخاوف من استخدامها خارج النطاق الإنساني، ما يتطلب تشريعات واضحة تضمن حماية بيانات الأفراد وخصوصيتهم.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية