مقتل شخصين بقصف إسرائيلي رغم اتفاق وقف إطلاق النار

مقتل شخصين بقصف إسرائيلي رغم اتفاق وقف إطلاق النار
غارات إسرائيلية على جنوب لبنان - أرشيف

أدت غارتان إسرائيليتان جديدتان، اليوم الأربعاء، إلى مقتل شخصين في جنوب لبنان، في استمرار لتصعيد عسكري إسرائيلي على جنوب لبنان رغم اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ أشهر بين الطرفين. 

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية في بيان، أن "غارة إسرائيلية بطائرة مسيرة استهدفت سيارة في بلدة عين بعال- قضاء صور، أدت إلى سقوط شهيد".

وأكد الجيش الإسرائيلي لاحقًا استهدافه حسين نزيه برجي، الذي وصفه بأنه "مهندس خبير في تصنيع الوسائل القتالية"، وقال إنه كان يعمل ضمن "مديرية البحث والتطوير والإنتاج في حزب الله"، وتولى مسؤولية إنشاء بنى تحتية لإنتاج صواريخ أرض-أرض دقيقة، مضيفًا أن اغتياله يهدف إلى تقويض جهود الحزب لإعادة بناء ترسانته العسكرية بعد حملة "سهام الشمال".

وتابعت القوات الإسرائيلية قصفها في الجنوب، مستهدفة هذه المرة منطقة ياطر، حيث أدت غارة إلى مقتل شخص آخر وإصابة مدني بجروح، بحسب وزارة الصحة اللبنانية. 

وذكرت "الوكالة الوطنية للإعلام" أن الغارة طالت رجلاً كان يستخدم جرافته لرفع الردم من منزله المتضرر جراء الحرب الأخيرة، ما أثار تساؤلات جديدة حول مدى التزام إسرائيل بتمييز الأهداف العسكرية عن المدنية.

تصعيد يومي رغم الهدنة

تواصل إسرائيل شن ضربات شبه يومية على جنوب لبنان هذا الأسبوع، بزعم استهداف مواقع "حزب الله"، ففي اليوم السابق، أفادت وزارة الصحة بإصابة تسعة مدنيين بجروح في غارة على منطقة المنصوري، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي "القضاء" على أحد عناصر الحزب. 

وقُتل شخص وجُرح ثلاثة آخرون يوم الاثنين جراء غارات استهدفت مناطق جنوبية، بينما زعمت إسرائيل قتل عنصر من "قوة الرضوان"، وحدة النخبة في الحزب.

ودخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 27 نوفمبر الماضي، بعد أكثر من عام من التصعيد العسكري الذي بلغ ذروته في سبتمبر من العام نفسه. 

وجاء الاتفاق بوساطة أميركية وفرنسية، ونصّ على انسحاب "حزب الله" من جنوب نهر الليطاني (على بعد 30 كيلومتراً من الحدود)، وتفكيك بنيته العسكرية هناك، مقابل تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوات "يونيفيل" التابعة للأمم المتحدة.

لكن إسرائيل، ورغم انتهاء المهلة المحددة للانسحاب من الأراضي التي توغلت فيها خلال الحرب، لا تزال تسيطر على خمسة تلال استراتيجية في الجنوب، وتستخدمها كمنصات مراقبة وشن غارات، ما دفع الحكومة اللبنانية إلى تجديد مطالبها للمجتمع الدولي للضغط على تل أبيب للانسحاب ووقف الاعتداءات.

الجيش اللبناني يسيطر

تزايدت في الأشهر الأخيرة الضغوط الأميركية على الحكومة اللبنانية لنزع سلاح "حزب الله"، في ظل ما تعتبره واشنطن "فرصة نادرة" بعد الخسائر التي تكبّدها الحزب في الحرب الأخيرة. 

وصرّحت "مورغان أورتاغوس"، نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، خلال منتدى قطر الاقتصادي في الدوحة، بأن لبنان "أنجز في الأشهر الستة الماضية أكثر مما فعل في السنوات الخمس عشرة السابقة"، لكنها رأت أن "الطريق لا يزال طويلاً".

وفي السياق نفسه، أكد الرئيس اللبناني جوزاف عون في أبريل الماضي أن الجيش "يُسيطر على أكثر من 85% من الجنوب"، مشيرًا إلى أنه تم "تنظيف المنطقة" في إطار تنفيذ الاتفاق. 

ورغم ذلك، لا تزال الغارات الإسرائيلية مستمرة، وتستهدف بشكل متزايد شخصيات تعتبرها "مفصلية" في منظومة "حزب الله".

وأمام هذا التصعيد، جدّدت السلطات اللبنانية دعواتها للمجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف هجماتها الجوية والانسحاب من التلال التي لا تزال تحتلها، وسط خشية من انهيار كامل لاتفاق وقف إطلاق النار، خصوصًا مع استمرار سقوط ضحايا مدنيين، وغياب أي ضمانات فعلية لردع تل أبيب عن مواصلة عملياتها.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية