الجامعة العربية تطالب العالم بالانضمام إلى جهود تنفيذ حل الدولتين
الجامعة العربية تطالب العالم بالانضمام إلى جهود تنفيذ حل الدولتين
جدّدت جامعة الدول العربية مطالبتها المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته القانونية والسياسية، ودعت جميع الدول إلى الانضمام إلى الجهود الدولية لتنفيذ حل الدولتين، باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
جاء ذلك في بيان صادر عن الأمانة العامة للجامعة، الأربعاء، بمناسبة الذكرى الثامنة والخمسين للعدوان الإسرائيلي في 5 يونيو 1967، والذي أسفر عن احتلال الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وقطاع غزة، والجولان السوري.
تداعيات نكسة 1967
أشارت الجامعة العربية إلى أن هذه الذكرى تحل هذا العام في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي وتصاعد حرب الإبادة التي تستهدف الشعب الفلسطيني منذ أكثر من 600 يوم، مؤكدة أن تداعيات "نكسة يونيو" ما تزال قائمة، بل تفاقمت بفعل سياسات التهجير، والحصار، والتجويع، والقصف المستمر.
ووصفت الأمانة العامة العدوان الإسرائيلي عام 1967 بأنه "انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة ومبدأ عدم جواز الاستيلاء على أراضي الغير بالقوة"، مشددة على أن ما ترتكبه إسرائيل اليوم في غزة يمثل "امتدادًا لتلك السياسات التوسعية الاستعمارية".
معاناة إنسانية مستمرة
نددت الجامعة العربية بما وصفتها بـ"جريمة الإبادة الجماعية" التي تُرتكب بحق أهالي غزة، والتي أسفرت، وفق تقديراتها، عن سقوط نحو 200 ألف بين شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب نزوح قسري يطول نحو مليونَي فلسطيني في القطاع.
اتهمت الجامعة إسرائيل باستخدام سياسة التجويع والتعطيش كسلاح حرب، مشيرة إلى منع أو تسييس دخول المساعدات الإنسانية، بهدف الضغط على السكان ودفعهم نحو الهجرة القسرية.
ولفت البيان إلى استمرار الانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية، من توسع استيطاني وهدم للمنازل ومصادرة أراضي الفلسطينيين، إلى جانب الاعتداءات اليومية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، لا سيما في المسجد الأقصى المبارك.
واتهمت الجامعة حكومة إسرائيل اليمينية المتطرفة بـ"التشجيع العلني" لغلاة المستوطنين على تنفيذ اعتداءات ضد المواطنين الفلسطينيين، ووصفت ما يحدث بأنه "تطهير عرقي منهجي"، يشمل تدمير المخيمات وتهجير ساكنيها، إضافة إلى محاصرة السلطة الفلسطينية مالياً واقتصادياً.
مطالب للمجتمع الدولي
طالبت الأمانة العامة بضرورة تنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وخاصة القرارين 242 (1967) و338 (1973)، وفتوى محكمة العدل الدولية، لإنهاء الاحتلال ووقف العدوان.
دعت إلى فتح فوري للمعابر أمام المساعدات الإنسانية، ودعم عمل وكالة الأونروا وسائر مؤسسات الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتوفير دعم سياسي ومالي عاجل لتخفيف المعاناة.
كما أكدت أن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني وتمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، هو السبيل الوحيد لتحقيق سلام عادل وشامل.
دعوة للمشاركة في مؤتمر السلام
حثّت الجامعة العربية جميع دول العالم على الاعتراف بدولة فلسطين، وتبنّي مواقف عملية تدعم تنفيذ حل الدولتين، داعية إلى المشاركة الفاعلة في المؤتمر الدولي للسلام المزمع عقده خلال الشهر الجاري في نيويورك.
عدت الجامعة هذا الاعتراف يشكل "رافعة حقيقية للأمن والاستقرار في المنطقة"، مؤكدة أن استمرار تجاهل الحقوق الفلسطينية يُغذّي دائرة العنف ويفاقم الأزمات الإقليمية.
حل الدولتين يُعدّ الركيزة الأساسية التي تستند إليها الأسرة الدولية لإنهاء النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، وفقاً لقرارات الأمم المتحدة واتفاق أوسلو (1993).
يقضي الحل بقيام دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب دولة إسرائيل، عاصمتها القدس الشرقية، لكن سنوات من الاستيطان، والعنف، والانسداد السياسي جعلت تحقيق هذا الهدف أكثر صعوبة.
ويأتي الحراك الدبلوماسي الحالي في وقت أعلنت فيه أكثر من 150 دولة اعترافها الرسمي بدولة فلسطين، وسط تزايد دعوات أوروبية للاعتراف الجماعي وتفعيل الضغط على إسرائيل.