مئات الموريتانيين يتظاهرون رفضاً للعدوان الإسرائيلي على غزة وإيران
مئات الموريتانيين يتظاهرون رفضاً للعدوان الإسرائيلي على غزة وإيران
تظاهر مئات المواطنين الموريتانيين، مساء الأحد، أمام مقر السفارة الأمريكية في العاصمة نواكشوط، احتجاجًا على العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، والتصعيد العسكري غير المسبوق ضد إيران، وذلك في ظل دعم أمريكي مكشوف اعتبره المحتجون امتدادًا لسياسة إفلات إسرائيل من المحاسبة الدولية.
وهتف المتظاهرون، الذين تجمعوا بدعوة من منظمة "المبادرة الطلابية لمناهضة الاختراق الصهيوني والدفاع عن القضايا العادلة"، بشعارات تؤكد دعمهم الكامل للمقاومة في غزة، وتندد بالضربات الإسرائيلية التي استهدفت المنشآت النووية والعسكرية في إيران، وفق وكالة "الأناضول" التركية.
ورفع المشاركون لافتات ترفض العدوان وتُحمّل الولايات المتحدة المسؤولية الكاملة عن استمرار القصف والتدمير في القطاع المحاصر، والانزلاق نحو مواجهة إقليمية مع إيران، مطالبين بوقف فوري للدعم الأمريكي لإسرائيل، والضغط الدولي من أجل إنهاء الحرب المفتوحة.
مواقف موحدة ضد التصعيد
أصدرت عدة أحزاب سياسية موريتانية، من بينها حزب "الإنصاف" الحاكم وحزب "تواصل" الإسلامي المعارض، بيانات رسمية أدانت فيها العدوان الإسرائيلي على إيران واعتبرته تصعيدًا خطيرًا يُهدد استقرار المنطقة بأسرها.
وأكد حزب الإنصاف أن الهجوم الإسرائيلي يُعد "انتهاكًا صارخًا لسيادة إيران وخرقًا للقانون الدولي"، داعيًا المجتمع الدولي إلى "تحمل مسؤولياته والتحرك العاجل لوقف التصعيد والعودة إلى المسارات السياسية التي تضمن أمن واستقرار الشعوب".
من جانبه، شدد حزب تواصل على أن “العدوان لن يزيد الأمة إلا صمودًا وتمسكًا بحقوقها المشروعة”، مؤكدًا أن الهجوم يعكس "نهجًا همجيًا يهدد الأمن الإقليمي ويكشف عن النوايا التخريبية للكيان الصهيوني".
ودعا الحزب كل القوى الحية في الأمة إلى "التحرك الشعبي والإعلامي والسياسي لمواجهة المخططات الصهيونية، وتكثيف الجهود الداعمة لمقاومة الشعب الفلسطيني".
تصاعد المواجهات العسكرية
تزامنت هذه التحركات الشعبية والرسمية في موريتانيا مع تصاعد المواجهة العسكرية المباشرة بين إسرائيل وإيران، بعد شنّ تل أبيب فجر الجمعة هجومًا جويًا واسعًا أطلقت عليه اسم "الأسد الصاعد"، استهدف منشآت نووية ومقار عسكرية داخل الأراضي الإيرانية، وأدى إلى مقتل قادة بارزين واغتيال علماء نوويين، بحسب ما أعلن الجيش الإسرائيلي.
وبررت الحكومة الإسرائيلية هذه الضربة بأنها "استباقية"، تهدف إلى "تدمير القدرات النووية والصاروخية الإيرانية"، فيما وصف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو العملية بأنها "غير مسبوقة" وضرورية لأمن إسرائيل القومي.
وفي المقابل، ردّت طهران بسلسلة من الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة في عشر موجات متتالية، خلّفت حتى مساء الأحد 14 قتيلاً وأكثر من 345 جريحاً في الجانب الإسرائيلي، وفق وزارة الصحة الإسرائيلية.
دعوات لوقف الحرب
تأتي هذه التطورات في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023، والتي وصفتها منظمات حقوقية ومؤسسات أممية بأنها "إبادة جماعية"، أسفرت حتى الآن عن أكثر من 184 ألف شهيد وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى آلاف المفقودين وملايين النازحين.
ويتّهم الشارع الموريتاني، كبقية شعوب العالم الإسلامي، الولايات المتحدة بالتواطؤ عبر دعمها السياسي والعسكري المستمر لإسرائيل، ما يفتح الباب أمام غضب شعبي متصاعد قد يتوسع إلى احتجاجات أوسع في دول عربية وإسلامية أخرى خلال الأيام المقبلة.