الجيش الإسرائيلي يقتل العشرات في غزة بينهم منتظرو المساعدات ونازحون

أوقع قصف إسرائيلي مكثف، اليوم الأربعاء، عشرات الشهداء والجرحى في أنحاء متفرقة من قطاع غزة، مستهدفًا مناطق مدنية ومراكز لتجمع النازحين، وموقعًا مجازر جديدة بحق المدنيين، بينهم من كانوا بانتظار المساعدات الإنسانية.

وأكدت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، أن 11 مدنيًا، على الأقل، استشهدوا وأصيب أكثر من 100 آخرين، إثر استهداف مباشر من الطائرات الإسرائيلية لمجموعة من الفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون توزيع المساعدات الغذائية على طريق صلاح الدين، وسط قطاع غزة، في مشهد يختصر عمق الكارثة الإنسانية في القطاع المحاصر.

وواصل الجيش الإسرائيلي استهداف أماكن لجوء النازحين، حيث قصف خيمة تؤوي مدنيين فارين من الحرب في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس، ما أسفر عن استشهاد ثلاثة أشخاص وجرح عدد آخر.

وأفاد شهود عيان بأن الغارة وقعت فجأة، ودمرت الخيمة بالكامل، دون أي تحذير، وهو ما تسبب بحالة هلع في صفوف مئات الأسر التي لجأت إلى المنطقة الساحلية اعتقادًا بأنها "آمنة نسبيًا"، بعدما أعلنت إسرائيل في وقت سابق أنها خارج نطاق العمليات العسكرية.

استهداف منازل المدنيين

قتل ثمانية مدنيين في قصف جوي طال منزلاً يقع في محيط مسجد علي بحي الزيتون شرقي مدينة غزة، في حين لا تزال طواقم الإسعاف والدفاع المدني تبحث عن ناجين أو جثامين تحت الأنقاض.

وتعرضت منطقة العطّار في مواصي خان يونس أيضًا لهجوم مدفعي استهدف خيام النازحين، ما أسفر عن استشهاد 5 مدنيين على الفور، واشتعال النيران في عدد من الخيام. 

واضطرت العائلات إلى الفرار وسط ألسنة اللهب والدخان الكثيف، في وقت كانت فرق الدفاع المدني تعاني من نقص حاد في المياه والمعدات.

كارثة إنسانية تتفاقم

أشعلت هذه الهجمات الجديدة موجة غضب وإدانة واسعة من قبل مؤسسات إنسانية عاملة في غزة، التي حذّرت من أن استمرار استهداف مراكز الإيواء ومناطق توزيع المساعدات سيُدخل القطاع في مرحلة "انهيار تام"، وفق تعبير منسقي الطوارئ في الهلال الأحمر الفلسطيني.

وحذرت منظمات الإغاثة من أن المدنيين لم يعودوا يجدون أي مكان آمن يلجؤون إليه، خاصة بعد استهداف مراكز سبق أن أعلنت عنها الأمم المتحدة كمناطق إنسانية.

يأتي هذا التصعيد في وقت تتواصل فيه الحرب التي تشنّها إسرائيل على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، والتي خلّفت أكثر من 55 ألف شهيد حتى الآن، بحسب أرقام صادرة عن وزارة الصحة في غزة، وتسببت في نزوح قرابة مليوني فلسطيني من منازلهم.

وتواجه إسرائيل انتقادات دولية متزايدة بسبب تصاعد استهدافها للمدنيين، وتواصل المنظمات الحقوقية توثيق ما تصفه بـ"انتهاكات ممنهجة" للقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك القصف العشوائي، وعرقلة إدخال المساعدات، واستهداف البنى التحتية الحيوية.