سخرية تحت القصف.. قراءة نفسية واجتماعية في تفاعل العرب مع ألم الآخر
سخرية تحت القصف.. قراءة نفسية واجتماعية في تفاعل العرب مع ألم الآخر
في منطقةٍ لا تنام فيها النكبات، حيث يصير التاريخ نفسه سلسلة من فصول الدم، لم يعد الضحك فعلًا بسيطًا، بل أصبح بيانًا سياسيًا، وصرخةً مكتومةً ضد صمت العالم، ومع تصاعد الضربات الإيرانية التي طالت منشآت إسرائيلية في الأشهر الأخيرة، تكررت ظاهرة لافتة على منصات التواصل الاجتماعي تتمثل في تفاعل عربي ساخر مع مقاطع تظهر خوفًا أو بكاءً لمدنيين إسرائيليين.
هذه الردود لم تكن مجرد تعليقات عابرة؛ بل كانت تعبيرًا مركّبًا، يحمل في باطنه سنوات طويلة من القهر، واستجابة وجدانية غير تقليدية لعقودٍ من العنف الإسرائيلي المنظم، الذي حوّل أجساد المدنيين في غزة إلى خبر هامشي في نشرات الأخبار، لا يثير حفيظة سوى القلة.
وحدها الشعوب التي ذاقت الظلم طويلًا تُدرك أن السخرية ليست خيانة للمبادئ، بل وسيلة مقاومة حين تغيب العدالة. أحد المسؤولين الإسرائيليين وصف هذا التفاعل بأنه "انحدار أخلاقي"، لكن كثيرًا من العرب يرونه صعودًا أخلاقيًا من نوع آخر: صعود الوعي الجماعي الرافض للكيل بمكيالين، ورفضًا واضحًا لعالم لا يرى الألم إلا عندما يكون صادرًا من الجهة التي اعتاد أن يتعاطف معها.
المشهد الرقمي العربي كان فاضحًا للمشهد السياسي العالمي: فمنذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر 2023 وحتى يونيو 2025، استُشهد أكثر من 16 ألف طفل فلسطيني، وفق بيانات وزارة الصحة الفلسطينية. كانت هذه الأرقام تمرّ باردة في نشرات الأخبار العالمية، لا تُحدث ضجيجًا يُذكر، ولا تُحرك وجدانًا إنسانيًا جماعيًا. في حين أن مقطعًا واحدًا لمستوطن يبكي في ملجأ، كفيل بأن يخلق تفاعلات دولية، وعناوين عاجلة، واستدعاءات أخلاقية.
ضمن هذا التفاوت، لا يبدو مستغربًا أن يجد المستخدم العربي نفسه ضاحكًا لا شامتًا، بل ناقمًا، سائلًا بسخرية مرة: لماذا دُفنت الإنسانية مع أطفال غزة، ولم تُبعث إلا حين ذرف مواطن إسرائيلي دمعةً تحت صافرات الإنذار؟ ما الذي يحرّك الضمير العالمي؟ أهو اللون؟ الجنسية؟ أم موقع الألم على خارطة المصالح الجيوسياسية؟
وفقًا لتقرير حديث صادر عن "المرصد العربي للإعلام الرقمي" في يونيو 2025، فإن 67% من التفاعلات العربية مع المقاطع التي تظهر مدنيين إسرائيليين تحت القصف الإيراني اتخذت طابعًا ساخرًا أو تهكميًا، مقابل 9% فقط عبّروا عن تعاطف مباشر. هذه الأرقام لا تعكس قسوة، بقدر ما تُبرز فجوة عاطفية بين مجتمعات عاشت الظلم مرارًا، ولم تلقَ من العالم سوى التجاهل.
آليات الدفاع النفسي الجماعية
الباحث في علم النفس السياسي، الدكتور مؤيد النابلسي من جامعة بيروت العربية، يوضح أن "السخرية في هذا السياق ليست سلوكًا عدائيًا، بل هي واحدة من آليات الدفاع النفسي الجماعية التي يستخدمها الأفراد حين لا تتوافر لديهم أدوات رد تقليدية على الظلم". ويضيف: "حين تُحتل أرضك، ويُقتل جارك، ويُقصف بيتك، ثم يُطلب منك التعاطف مع من دعم ذلك القصف.. فإن السخرية تصبح شكلاً من أشكال الصمود المعنوي".
ما يجري على المنصات الرقمية ليس مجرد ترف لغوي، بل هو ساحة جديدة للصراع الرمزي، بعد أن فقد العرب الكثير من أدوات المواجهة السياسية والعسكرية. الضحك هنا ليس ضحكًا على دموع الآخرين، بل ضحكًا في وجه نظام دولي اختار ألا يرى دموعنا، ولو كانت تغمر بحور المتوسط.
من جهة أخرى، لا يمكن إغفال الخلفية السياسية لهذا التحول الوجداني. فمنذ عقود، يتعامل العالم بازدواجية مع القضية الفلسطينية: الجرائم تُوثّق، والمجازر تُبثّ، لكن دون رادع حقيقي. وحتى في الفضاء الرقمي، تكشف الإحصاءات خللًا صارخًا في إدارة حرية التعبير. فقد وثّقت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في تقريرها لشهر مايو 2025 أكثر من 14 ألف منشور عربي أُزيلت من منصات فيسبوك وإنستغرام بحجة مخالفة إرشادات النشر، معظمها تتعلق بمشاهد أو شهادات من غزة، دون أن تتضمن تحريضًا مباشرًا. في المقابل، لم تُزَل سوى 1,200 منشور إسرائيلي بعضها تضمن تحريضًا صريحًا، أو شماتة علنية في قتل المدنيين الفلسطينيين.
هذا القمع الرقمي يخلق مع الوقت ما يُسمى بـ"التحايل الرمزي"، حيث يلجأ المستخدمون العرب إلى السخرية كوسيلة تسلل ضمن ثغرات الخوارزميات، تعبيرًا غير مباشر عن الألم والرفض. الضحك هنا يتحول من سلوك شخصي إلى تكتيك جماعي، يُفلت من الرقابة، ويُعبّر عن الوجع دون أن يُقمع.
اللافت في الظاهرة، أنها لا تُعبر فقط عن تراكم الغضب، بل عن نضج سياسي في إدراك حدود اللعبة. فالعربي الذي يضحك اليوم ليس لأنه فقد بوصلته الأخلاقية، بل لأنه أدرك أن بكاءه وحده لن يُنقذ غزة، وأن صراخه لم يردع قنابل الفوسفور الأبيض، وأن المنطق الإنساني قد تُرِك لمُزاج الممولين. لذا اختار أن يضحك، لكن ليس بدافع القسوة، بل تعبيرًا عن أنه ما زال حيًّا، قادرًا على خلق المعنى وسط الركام.
في هذا السياق، تقول الباحثة الفلسطينية رُبى غزاوي: "الضحك في وجوه المأساة ليس انسلاخًا عن القيم، بل تذكير بها. حين نضحك على بكاء من تجاهل دموعنا لعقود، نحن لا نحتفل بألمه، بل نُطالب العالم بأن يرى آلامنا أيضًا. إن لم تُنصفنا العدالة، فلتُنصفنا الذاكرة".
منظومة الأخلاق لا تنهار حين يضحك المظلوم، بل تنهار حين يُقتل الأبرياء وتُقابل جرائم الإبادة بالصمت أو التبرير، ففي غزة اليوم، يُقتل طفل كل 14 دقيقة بحسب بيانات الهلال الأحمر (مايو 2025)، ولا تتحرك الأمم المتحدة إلا لإصدار بيانات "قلق عميق". وحين يُصيب صاروخٌ منشأةً عسكرية في إسرائيل، تُعقد جلسات طارئة لمجلس الأمن، وتُفعّل آليات الإدانة العاجلة. في ظل هذا الخلل، يصبح الضحك العربي فعلًا سياسيًا عميقًا، ورسالة واضحة: لن نُقاس بمقاييسكم المختلة بعد اليوم.
في النهاية، لا يمكن قياس ردود الفعل العربية خارج سياق المأساة التي عاشتها هذه الشعوب على مدى عقود. من النكبة إلى الاجتياح، من صبرا وشاتيلا إلى جنين، من حصار غزة إلى مجازر رفح، تراكمت الأحزان حتى أصبحت مادة هشة قابلة للاشتعال عند أول شرارة. وعندما تأتي الشرارة على هيئة دمعة إسرائيلية، فإن ضحك العربي ليس انتقاصًا من إنسانية أحد، بل تذكيرٌ صارخ بأن الإنسانية لا تُستدعى انتقائيًا.
إن الضحك ليس نكرانًا للمأساة، بل استعادةٌ لصوت اختنق طويلاً تحت رمادها. وإذا كان في الضحك قسوة، فإن صمته هو الموت الحقيقي. هذه ليست شماتة؛ بل يقظة سياسية، تُعلن أن العربي لم يعد مجرد متلقٍ للألم، بل فاعلٌ، ولو بصوت ساخر. وفي عالمٍ استُبيحت فيه العدالة، ربما كان الضحك آخر أشكالها النبيلة.
التناقض بين الواقع الموثّق والرواية الرسمية الإسرائيلية
في قراءة نفسية تحليلية تكشف أبعادًا عميقة لتفاعلات الوجدان الجمعي العربي مع المجازر المتواصلة في غزة، صرّح الخبير النفسي الدكتور جمال فرويز بأن ما يظهر من موجات سخرية وتندر على منصات التواصل الاجتماعي تجاه معاناة المدنيين الإسرائيليين لا يمكن اختزاله في شماتة سطحية أو انحدار أخلاقي، بل هو، في جوهره، تعبير صريح عن احتقان نفسي طويل الأمد، نتج عن عقود من الظلم، والإقصاء، وغياب العدالة، وأوضح فرويز أن الرأي العام العربي بات أكثر وعيًا بتناقضات الخطاب الإسرائيلي، الذي يُصرّ على تقديم نفسه كضحية، بينما تنقل الشاشات يوميًا مشاهد لقصف المستشفيات في غزة، وانتشال جثث الأطفال من تحت الأنقاض، في مفارقة صارخة مع سردية "التهديد الوجودي" التي تروّج لها تل أبيب.
وأشار فرويز في تصريحاته لـ"جسور بوست" إلى أن هذا التناقض بين الواقع الموثّق والرواية الرسمية الإسرائيلية يُولّد مشاعر استفزاز وغضب عميقة لدى المتابع العربي، الذي لم يعد يثق بروايات الإعلام الإسرائيلي، ولا بتعاطف كثير من وسائل الإعلام الغربية، هذه المشاعر المكبوتة، كما يوضح، غالبًا ما تجد طريقها إلى الخروج عبر السخرية، التي تتحول هنا إلى أداة للتنفيس النفسي، ووسيلة لتفريغ الشحنة المؤلمة دون الانزلاق نحو عنف لفظي أو سلوكي، خصوصًا في ظل واقع بات فيه المجال العام محفوفًا بالمراقبة، والتربص، والملاحقة، وفق تعبيره.
ويرى الدكتور فرويز أن هذه الظاهرة ليست وليدة اللحظة، بل تضرب بجذورها في التاريخ النفسي للمجتمعات العربية، حيث شكّلت النكتة السياسية، منذ عصور المماليك وحتى الاستعمار الأوروبي، وسيلة تعبير عن التحدي والرفض، وليست مجرد دعابة. الشعوب العربية، وعلى رأسها الشعب المصري، طوّرت ما يسميه فرويز "آلية دفاعية جمعية"، قائمة على تحويل القهر إلى مادة ضاحكة، لا من باب الاستهزاء، بل كفعل بقاء يُعبّر عن قوة النفس في مواجهة الانكسار.
وأوضح أنه من هذا المنطلق، فإن التفاعل الساخر مع مشاهد انهيار المدنيين الإسرائيليين في الملاجئ أو بكاء الجنود، ورغم قسوته الظاهرية، يعبّر عن شعور عميق بانعدام التوازن في سرديات المعاناة. ففي حين يُصوَّر مقتل إسرائيلي واحد كحادثة مأساوية تلقى تعاطفًا دوليًا واسعًا، يُقابل مقتل سبعين فلسطينيًا في يوم واحد، كما يحدث يوميًا في غزة منذ 7 أكتوبر 2023، بتعامل بارد، وكأنهم مجرد "أضرار جانبية"، ويُذكر أن عدد الشهداء الفلسطينيين قد تجاوز 37,500 حتى يونيو 2025، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، في تجاهل فجّ للكرامة والعدالة الإنسانية.
ويضيف فرويز أن هذا الغضب الشعبي لا يمكن فصله عن التراكمات السياسية العميقة التي تعيشها المنطقة، مشيرًا إلى تفشي مشاعر الارتياب وانعدام الثقة على المستويين الأمني والثقافي، في ظل انكشاف شبكات تجسس إسرائيلية في إيران ودول عربية مختلفة، ويقول متسائلًا: "إذا كانت بعض الشخصيات التي تُقدَّم كنماذج نسائية قد تبيّن لاحقًا أنها عميلات للموساد، فكيف نطالب المواطن البسيط بالثقة في محيطه؟". هذه الحالة من الارتياب، حين تُكبَت، تجد في النكتة، أو التعليق الساخر، أو “الميم”، وسيلة بديلة للتعبير.
ويحذّر فرويز من أن غياب الردود الرسمية العربية الفاعلة تجاه ما يجري في غزة يفاقم من شعور المواطن العربي بالعجز، وهو ما يُترجم إلى ردود فعل نفسية تعويضية، منها التماهي مع أي فعل يُفسَّر كـ"رد" على العدوان، حتى لو كان ذلك مجرد تعليق ساخر، ويضيف: "حين يُشاهد البعض ضربات إيرانية على منشآت إسرائيلية، يفرحون بها فرحًا طفوليًا، لأنه بالنسبة لهم انتقام رمزي لما عجزت عنه حكوماتهم، وتعبير ساخر يُخفي خلفه مرارة الفشل، لا نشوة القوة".
وفي ختام تصريحه، شدد الدكتور فرويز على أن التفاعلات الرقمية الساخرة لا تعكس دومًا مواقف أصحابها الحقيقية، فنحو 40% منها ناتج عن انفعالات لحظية، أو محاولة لمجاراة المزاج الرقمي العام، ودعا إلى قراءة هذه الظواهر من منظور علم النفس السياسي والاجتماعي، لا عبر أخلاقيات سطحية تجرّم الضحية مرتين: مرة حين يُقتل، ومرة حين يضحك لأنه لم يجد وسيلة أخرى للرد.
وفي ظل هذا السياق المضطرب، تظل منصات التواصل الاجتماعي ساحة تعبير -وإن كانت مشوّشة- تعكس ما لا يجرؤ كثيرون على البوح به في العلن، فالضحك في زمن الدماء ليس نكرانًا للألم، بل صرخة مؤجلة، ورسالة غير مباشرة تقول: "نحن هنا... ما زلنا نرى... ونقاوم على طريقتنا".
سخرية الغضب العربي من زيف المظلومية الإسرائيلية
وفي السياق نفسه، قدّمت الدكتورة إيمان بخيّت، الباحثة المتخصصة في الشؤون الإسرائيلية، قراءة موسّعة لهذه الظاهرة، مؤكدة أن موجات السخرية المنتشرة على منصات التواصل، على خلفية الضربات الإيرانية داخل العمق الإسرائيلي، تعكس وعيًا جمعيًّا عربيًا متراكمًا تشكّل في خضم خيبات سياسية عميقة، وانكشاف كامل لزيف السردية الإسرائيلية.
ووفقًا لتصريحاتها لـ"جسور بوست"، فإن هذه السخرية ليست سخرية من المآسي أو استعراضًا للشمت، بل محاولة واعية لنزع الهالة الأخلاقية الكاذبة عن رواية طالما روّج لها الإعلام الغربي، مفادها أن الإسرائيلي دائمًا ضحية، والفلسطيني دائمًا مذنب، وأضافت بخيّت أن ما نراه اليوم من موجة تعليقات وميمات ساخرة ليس سوى امتداد لحالة من الغضب المكبوت حيال صمت العالم عن مجازر غزة المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023، والتي أودت بحياة أكثر من 38,295 فلسطينيًا حتى منتصف يونيو 2025، وأصابت ما يزيد على 88,000 آخرين، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وتشير الباحثة إلى أن الغضب الإسرائيلي من هذه السخرية، واتهام العرب بـ"الانحدار الأخلاقي"، يكشف في الحقيقة هشاشة خطاب المظلومية الإسرائيلي، لا تفوّقًا أخلاقيًا. فالسخرية الرقمية اليوم باتت تمتلك أدوات فضح قوية، وقادرة على تقويض سرديات إعلامية، طالما ظنّت نفسها محصّنة أمام النقد.
كما تُذَكِّر بخيّت بأن إسرائيل نفسها، منذ سنوات، لم تتورع عن السخرية من دماء الفلسطينيين، وأن التنمّر الرقمي الإسرائيلي على صور أطفال غزة، ونسائها، والبنية التحتية المدمرة، كان دومًا حاضرًا على المنصات، دون أن تثير هذه الممارسات أي استنكار دولي جاد. اليوم، حين يُردّ على تلك السخرية بسخرية مضادة، يعد ذلك خرقًا أخلاقيًا.
وتضيف الباحثة أن هذا النمط من التعبير ليس غريبًا عن السياق الثقافي العربي، بل هو امتداد لتاريخ طويل من استخدام السخرية كوسيلة مقاومة نفسية ضد القهر والظلم، منذ عصور الاحتلال المختلفة. والمشاهد الساخرة من الجنود الإسرائيليين في حالة ارتباك، أو من المستوطنين في الملاجئ، ليست إلا "انتصارًا رمزيًا" للمقهور، الذي لم يمتلك يومًا صوتًا دوليًا يُنصفه.
وترى بخيّت أن وسائل التواصل الاجتماعي اليوم أصبحت الساحة الوحيدة التي تُعبّر فيها الشعوب عن قهرها، في ظل صمت إعلامي عالمي، وتواطؤ أخلاقي واضح. ومحاولات قمع هذه الأصوات بحجة "التحريض على الكراهية" ليست إلا محاولات لإعادة السيطرة على السردية، لا لحماية القيم الإنسانية كما يُدّعى.
وتختم الباحثة بالتأكيد على أن هذه السخرية لا تُعبر عن عداء ديني، ولا تشفٍّ من ألم مدنيين، بل هي صيغة مقاومة رمزية لصمت دولي متواطئ، وعجز عربي مستمر، وألم متراكم يبحث عن صوت.