"المرصد السوري": 5 حالات خطف وفقدان خلال 3 أيام في حمص واللاذقية

"المرصد السوري": 5 حالات خطف وفقدان خلال 3 أيام في حمص واللاذقية
الخطف في سوريا - أرشيف

تواصلت في الأيام القليلة الماضية حوادث الخطف والفقدان في مناطق متفرقة من محافظتي حمص واللاذقية، ما فاقم مشاعر الخوف والقلق في أوساط الأهالي، وسط غياب أي توضيحات أو مواقف رسمية تُطمئن السكان أو تعلن عن إجراءات فعلية للحدّ من الظاهرة.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان له، اليوم الثلاثاء، أن ثلاث حالات منفصلة سُجلت بين 27 و29 يونيو، توزعت بين فقدان مفاجئ لشبان خلال تنقلهم، واختطاف آخرين على يد مجهولين يطالبون بفديات ضخمة، ما أثار مخاوف من تحول الظاهرة إلى نمط إجرامي منظّم يتغذى على الفوضى الأمنية والانهيار الاقتصادي.

واختفى شقيقان من أبناء بلدة حديدة في ريف حمص الغربي منذ أيام، أثناء محاولتهما الدخول إلى الأراضي اللبنانية عبر معبر العريضة الحدودي، حيث انقطع الاتصال بهما بشكل مفاجئ، دون توفر أي مؤشرات عن مصيرهما حتى اللحظة.

وحاولت العائلة التواصل مع الجهات المعنية، إلا أن الردود بقيت غامضة أو غائبة كليًا، ما أثار مخاوف من تعرض الشابين للاختطاف أو الاحتجاز من قِبل جهة مجهولة، خاصة مع انتشار عصابات تهريب وتنقّل على طول الشريط الحدودي في السنوات الأخيرة.

اختطاف بحمص واللاذقية

سُجّلت حادثة اختفاء جديدة يوم الأحد 29 يونيو، لشاب من أبناء قرية عين التينة في ريف حمص الغربي، بعد خروجه من مكان عمله في قرية المعاجير، حيث كان آخر تواصل له مع عائلته خلال مروره من خلال بلدة حديدة، قبل أن يُفقد الاتصال به نهائيًا.

ورجّحت مصادر محلية أن يكون الشاب قد وقع ضحية عصابة خطف تنشط في المناطق النائية غير الخاضعة للرقابة الأمنية، خاصة أن بعض القرى تشهد تحركات لعناصر مسلحة محلية تُمارس أعمال الترهيب والخطف بهدف الابتزاز المالي.

وشهدت مدينة جبلة في محافظة اللاذقية حادثة اختطاف أخرى يوم السبت 28 يونيو، طالت شابًا ينحدر من مدينة القرداحة، ويعمل في مجال توزيع المواد الغذائية، حيث فُقد أثناء مزاولة عمله، وتبيّن لاحقًا أن الاتصال به انقطع في ظروف غامضة.

وراجعت عائلة الشاب الجهات الأمنية في جبلة فور اختفائه، إلا أن الأخيرة نفت وجوده في أي من مراكزها، ولم تصدر أي بيان حول ملابسات الحادث، ما زاد من غموض القضية، خاصة أن الشاب يعول أسرته المكونة من زوجته وثلاثة أطفال.

خطف وطلب فدية

اختطف مجهولون يستقلون سيارة فضية من نوع "سنتافيه"، أحد سكان قرية الخزيمية في ريف القرداحة، بعد منتصف ليل الجمعة-السبت 28 يونيو، في حين كان متوجهًا للكشف على مزرعته القريبة من منزله، وفق إفادة أقربائه.

تلقى ذوو الضحية لاحقًا اتصالًا من الخاطفين، طالبوا فيه بفدية مالية تبلغ 500 مليون ليرة سورية، مهددين بقتله في حال عدم دفع المبلغ، في تكرار لمشهد الخطف المنظم مقابل المال، الذي تزايد بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة في ظل الانفلات الأمني وتدهور الوضع المعيشي.

وامتنعت الجهات الرسمية حتى لحظة إعداد هذا التقرير عن إصدار أي توضيحات أو بيانات حول تصاعد هذه الحوادث، رغم المناشدات المتكررة من ذوي الضحايا الذين يطرقون أبواب مراكز الأمن ووسائل الإعلام في محاولة لتسليط الضوء على مصير أبنائهم.

وعبّر سكان محليون في حمص واللاذقية عن مخاوف حقيقية من تفشي ظاهرة الخطف، خاصة في ظل عدم معاقبة الجناة أو الكشف عن مصير المختفين، ما يُهدد بترسيخ بيئة من الإفلات من العقاب، ويُقوّض الثقة في الأجهزة الأمنية والسلطات المحلية.

تصاعد حوادث الخطف 

يرى مراقبون أن تصاعد حوادث الخطف يأتي في سياق التدهور الاقتصادي وانهيار قيمة العملة، ما جعل عمليات الخطف مقابل الفدية تجارة مربحة في ظل انعدام فرص العمل وانتشار السلاح، خصوصًا في المناطق الريفية والطرق الجبلية.

وتُشير تقارير حقوقية إلى أن حوادث الخطف لا تقتصر على المدنيين، بل تمتد أحيانًا لتشمل مهنيين وعمالًا وحتى أطفالًا، وسط شبهات بوجود خلايا محمية من قوى محلية نافذة تستفيد من حالة الفراغ المؤسساتي لتوسيع نشاطها الإجرامي.

وطالب ناشطون وحقوقيون بفتح تحقيقات شفافة في هذه القضايا، ونشر نتائجها للرأي العام، والعمل على تفكيك شبكات الجريمة المنظمة، وإعادة الاعتبار للقانون ومؤسسات الدولة، محذرين من خطورة تكرار هذه الحوادث على الاستقرار الاجتماعي والنسيج المحلي.

وناشد أهالي المختطفين جميع المنظمات الحقوقية والجهات الإعلامية مساندة قضيتهم، والمساعدة في الضغط على الجهات المعنية من أجل التحرك العاجل للكشف عن مصير أبنائهم ووقف موجة الاختفاءات القسرية والخطف التي باتت تهدد الجميع من دون استثناء.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية