بريطانيا تغلق برامج إعادة توطين الأفغان وسط قلق حقوقي

أنهت الحكومة البريطانية، في خطوة مفاجئة وغير معلنة، برامج إعادة توطين الأفغان الذين ساعدوا القوات البريطانية في السابق، ما أثار موجة انتقادات من منظمات إنسانية ومجموعات مدافعة عن حقوق اللاجئين.

وكشفت وزارة الداخلية البريطانية عن التغييرات في مذكرة توضيحية مرفقة بتحديث قواعد الهجرة، دون أي إعلان عام أو تصريح رسمي مباشر، وفقًا لما نقلته الأربعاء وكالة "خاما برس" الأفغانية.

وبحسب السياسة المعدّلة، فقد أُغلق "برنامج سياسة إعادة توطين ومساعدة الأفغان" التابع لوزارة الدفاع البريطانية بدءا من يوم الثلاثاء 1 يوليو 2025 ويقتصر الآن نطاق البرنامج على الطلبات التي تم تقديمها ما بين 1 أبريل 2021 ونهاية يوم 30 يونيو 2025 فقط.

منظمات: "خيانة لأشخاص ضعفاء"

وانتقدت جمعيات حقوقية وإنسانية القرار بشدة، واعتبرته تخليًا عن الأفغان الذين كانوا في الخطوط الأمامية إلى جانب القوات البريطانية. وقالت جونيش كالكان، رئيسة إحدى الجمعيات الخيرية الداعمة للاجئين: "إغلاق البرنامج يترك الأطفال والعائلات التي ندعمها في خطر وبدون أمل".

ودعت كالكان الحكومة البريطانية إلى توسيع ممرات الهجرة الآمنة بدلاً من تقييدها.

عودة أكثر من 21 ألف أفغاني

حتى مايو 2025، أعيد توطين أكثر من 21 ألف أفغاني في بريطانيا من خلال "برنامج إعادة توطين ومساعدة الأفغان" وبرنامج "إعادة توطين المواطنين الأفغان" الموازي، وكان هذان البرنامجان يهدفان إلى تأمين ممرات آمنة لأولئك الذين قد يتعرضون لتهديدات بسبب عملهم إلى جانب القوات الدولية خلال فترة الوجود العسكري في أفغانستان.

وأطلقت المملكة المتحدة برامج إعادة توطين الأفغان بعد انسحاب قواتها من أفغانستان عام 2021، بهدف حماية أولئك الذين قدموا خدمات مباشرة للقوات البريطانية مثل الترجمة أو الدعم اللوجستي. لكن الأوضاع في أفغانستان تدهورت بعد سيطرة حركة طالبان على البلاد، ما جعل آلاف الأفغان في خطر مباشر.

وقد واجهت بريطانيا انتقادات في السنوات الأخيرة بسبب البيروقراطية الشديدة في معالجة طلبات إعادة التوطين، والتأخير في تنفيذ الوعود السابقة، قبل أن تُفاجَأ المجموعات الحقوقية اليوم بقرار الإغلاق الكامل، الذي يهدد بترك آلاف الأشخاص خلف خطوط الخطر دون حماية.