الجزائر تحتفي باليوم الوطني للطفل بتدابير جديدة لحمايتهم من العنف

الجزائر تحتفي باليوم الوطني للطفل بتدابير جديدة لحمايتهم من العنف
الجزائر تحتفي باليوم الوطني للطفل

جسّدت الجزائر، التزامها الراسخ بحماية الطفولة وتعزيز حقوقها من خلال احتفالية وطنية موسّعة نظّمتها وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة في قصر الثقافة "مفدي زكرياء" بالعاصمة، وذلك بمناسبة اليوم الوطني للطفل تحت شعار "بالحب والرعاية نغمركم".

أشرفت الوزيرة الدكتورة صورية مولوجي على مراسم الاحتفال، أمس الثلاثاء، بحضور أعضاء من الحكومة، وشخصيات ممثلة عن منظمات دولية، وفنانين، ونشطاء من المجتمع المدني، إلى جانب جمهور غفير من الأطفال ومؤطريهم، بحسب ما ذكرت "الإذاعة الجزائرية".

وشددت الوزيرة، في كلمتها، على أن رعاية الطفل الجزائري لا تُعد فقط التزامًا دستوريًا، بل هي أولوية وطنية تتطلب تنسيقًا فعالًا بين مختلف مؤسسات الدولة والمجتمع

وقالت: "نحن في مرحلة مفصلية تستوجب إرساء منظومة حماية متكاملة تضمن لكل طفل الحق في الأمان، والتعليم، والصحة، والمشاركة الفاعلة في المجتمع، بعيدًا عن أي شكل من أشكال الإقصاء أو التمييز".

لجنة للتصدي للاعتداءات

وفي إطار التحرك العملي لتجسيد هذا التوجه، أعلنت الوزيرة عن تنصيب لجنة وطنية متعددة القطاعات تعنى بمعالجة قضايا الاعتداءات الجسدية على الأطفال، مبرزة أن الرد على كل أشكال العنف ضد الطفولة سيكون "قانونيًا صارمًا ووقائيًا منهجيًا".

وتضم اللجنة ممثلين عن وزارات التربية، العدل، الداخلية، الأمن الوطني، والصحة، إلى جانب ممثلين عن المجتمع المدني، وتم تقسيمها إلى أربع فرق عمل متخصصة تعنى بالوقاية الاجتماعية والوقاية التربوية والبيداغوجية والحماية القانونية والتكافل النفسي والاجتماعي.

وفي خطوة تهدف إلى تعزيز جودة التعليم والرعاية في مؤسسات الطفولة المبكرة، كشفت مولوجي عن قرب إطلاق دليل وطني مرجعي موحد، يضم محتويات تربوية وبيداغوجية تستند إلى القيم الوطنية والانفتاح على العلوم والتكنولوجيا.

وأضافت: "هذا الدليل سيكون ملزمًا ابتداءً من الدخول الاجتماعي المقبل، بعد اعتماده في ندوة وطنية تجمع مختصين وأكاديميين".

مواجهة التحديات الرقمية

وأكدت وزيرة التضامن الوطني أهمية تحصين الطفولة الجزائرية من أخطار التكنولوجيا وسلوكيات العصر الرقمي، خاصة تلك المرتبطة بشبكات التواصل الاجتماعي، موضحةً أن التربية الأخلاقية والتوجيه الرقمي الواعي باتا من الأولويات التربوية لحماية الأجيال.

كما دعت إلى توسيع مساحات التعبير والإبداع للأطفال، وإشراكهم في الحياة الثقافية والفنية والرياضية، بما يعزز من إحساسهم بالهوية والانتماء والاندماج المجتمعي.

وشهدت الاحتفالية تنظيم ورشات متنوعة للأطفال تمحورت حول الأمن السيبراني، علوم الفضاء، الاكتشاف المبكر، الفنون التشكيلية، والأشغال اليدوية، إلى جانب معرض خاص بإبداعات الأطفال من مؤسسات رعاية الطفولة.

وشاركت أيضًا وحدات من الأمن الوطني في تقديم أنشطة توعوية وترفيهية، ما أضفى طابعًا تفاعليًا ومسؤولًا على الحدث، وشكّل بيئة محفزة لنمو وعي الأطفال حول الأمان والثقة المجتمعية.

طفولة على رأس الأولويات

يأتي هذا الاحتفال في سياق توجه وطني متصاعد لتعزيز حماية الأطفال، خاصة في ظل التحديات الاجتماعية والاقتصادية الحديثة، حيث تعمل الجزائر على مواءمة تشريعاتها وممارساتها مع الاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الطفل، ومنها اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل التي صادقت عليها البلاد منذ تسعينيات القرن الماضي.

وفي ظل تفاقم التحديات، تُعيد الجزائر تجديد التزامها تجاه أطفالها، ليس فقط في المناسبات الوطنية، بل من خلال سياسات واضحة واستراتيجيات عمل مستمرة، ما يجعل من اليوم الوطني للطفل محطة رمزية وعملية في آنٍ، لتكريم الطفولة وبناء مستقبلها الآمن.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية