المجاعة في غزة… ارتفاع عدد ضحايا الكارثة الإنسانية لـ180 شخصاً بينهم 93 طفلاً
المجاعة في غزة… ارتفاع عدد ضحايا الكارثة الإنسانية لـ180 شخصاً بينهم 93 طفلاً
في ظل الحرب الإسرائيلية المستمرة والحصار الخانق المفروض على قطاع غزة منذ أشهر، تتفاقم الأزمة الإنسانية لتتحول إلى كارثة مجاعة تضرب الأطفال والنساء والفئات الأكثر ضعفًا.
وفي مشهد يختصر حجم المأساة، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان، اليوم الاثنين، أن المستشفيات في القطاع سجلت خلال الساعات الماضية خمس وفيات جديدة جراء الجوع، جميعهم من البالغين، ليرتفع بذلك إجمالي ضحايا المجاعة إلى 180 شخصًا، بينهم 93 طفلًا.
وحذّرت المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة من أن مليون امرأة وفتاة في غزة يواجهن خطر المجاعة الحاد، في وقت أعلن فيه برنامج الأغذية العالمي عجزه عن إدخال الكميات المطلوبة من المساعدات إلى القطاع بسبب القيود المفروضة على المعابر.
سوء تغذية حاد
وفق تقرير للمرصد المتوسطي، تعاني آلاف النساء الحوامل والأطفال من سوء تغذية حاد، في ظل غياب الغذاء والرعاية الصحية، ما يجعل الأوضاع الإنسانية على شفا الانهيار الكامل.
الأخطر من الأرقام هو المشهد الإنساني الذي يتشكل، حيث يُحرم جيل كامل من الأطفال من الغذاء والتعليم والأمان، لينشأ في بيئة من الحرمان المزمن، مما يهدد بتكريس دائرة الفقر والعجز لسنوات قادمة.
وأشار رئيس شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في غزة إلى أن نحو ألف طفل يعانون من درجات متفاوتة من سوء التغذية، محمّلًا القوات الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن هذه الكارثة، وداعيًا إلى إعلان غزة منطقة منكوبة وتوفير ممرات إنسانية آمنة لإدخال المساعدات.
وأكد المفوض العام لوكالة الأونروا أن سكان غزة يعيشون أزمة جوع خانقة، داعيًا إلى وقفها عبر حلول سياسية عاجلة، وإدخال مساعدات إنسانية واسعة النطاق فورًا ودون أي عوائق.
سكان غزة بين الحرب والحصار
منذ 7 أكتوبر 2023، يعيش سكان غزة بين مطرقة الحرب وسندان الحصار، حيث فقد عشرات الآلاف حياتهم بفعل القصف، فيما يواجه من تبقى خطر الموت جوعًا ومرضًا، في ظل انقطاع المساعدات وانهيار البنية الصحية، ما يجعل الوضع الحالي واحدًا من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وتواجه المنظمات الدولية والحكومات اليوم اختبارًا حقيقيًا، إذ يتطلب الأمر تحركًا دوليًا عاجلًا لوقف هذه الكارثة، ليس فقط عبر إدخال الغذاء، بل من خلال معالجة الأسباب الجذرية للأزمة، وفرض احترام القانون الدولي الإنساني الذي يكفل حماية المدنيين في أوقات النزاع.
وكل يوم تأخير يعني مزيدًا من الجثث ومزيدًا من الأطفال الذين يذبلون بصمت تحت أنقاض الحصار والجوع.