وسط الحرب وشحّ المساعدات.. موجة نزوح جديدة تفاقم معاناة الملايين في اليمن

وسط الحرب وشحّ المساعدات.. موجة نزوح جديدة تفاقم معاناة الملايين في اليمن
يمنيون يتسلمون المساعدات - أرشيف

يواجه اليمن أزمة إنسانية متفاقمة تعد من بين الأسوأ في العالم، حيث أصبح أكثر من نصف السكان بحاجة إلى مساعدات عاجلة للبقاء على قيد الحياة، وعلى الرغم من تراجع حدة القتال منذ عام 2022، فإن الاستقرار لا يزال بعيد المنال، خاصة في المناطق الريفية، حيث تدفع التهديدات الأمنية والانهيار الاقتصادي آلاف العائلات إلى النزوح المتكرر.

وأفادت المنظمة الدولية للهجرة، في بيان لها، الثلاثاء، بأنها وثقت نزوح 1,655 أسرة يمنية، أي ما يعادل نحو 9,930 شخصاً، خلال الفترة الممتدة من الأول من يناير الماضي وحتى الثاني من أغسطس الجاري.

ووفق البيان، تصدّرت محافظة مأرب قائمة المناطق المستقبِلة للنازحين، حيث استقبلت وحدها 854 أسرة، أي أكثر من نصف العدد الكلي. 

وتوزعت بقية الأسر بين محافظة تعز (459 أسرة)، والحديدة (312 أسرة)، بينما استقبلت لحج 21 أسرة، وسُجل نزوح 9 أسر فقط إلى الضالع.

نزوح 40 أسرة جديدة

وفي أسبوع واحد فقط –من 27 يوليو وحتى 2 أغسطس– سُجل نزوح 40 أسرة جديدة، وكان لمأرب النصيب الأكبر، حيث استقبلت 30 أسرة، أغلبها نزحت من محافظتي إب والحديدة، فيما شهدت الحديدة نزوح 7 أسر من تعز، وسجلت تعز أيضاً 3 حالات نزوح داخلية.

ولا تقتصر مأساة النزوح على أعداد الأسر المهجّرة، بل تمتد إلى المعاناة اليومية في أماكن النزوح، حيث تُظهر بيانات المنظمة أن 35% من الأسر الجديدة تحتاج بشكل عاجل إلى الغذاء، بينما تحتاج 33% إلى مأوى آمن، و25% إلى مساعدات نقدية فورية، كما أشارت النسب المتبقية إلى احتياجات في المواد غير الغذائية (5%) ودعم سبل العيش (2%).

أما عن أسباب النزوح، فقد كشف البيان أن 60% من الأسر اضطرت إلى ترك منازلها بسبب التهديدات الأمنية والصراعات، بينما كانت الأسباب الاقتصادية الدافع الرئيس في 33% من الحالات، فيما تسببت الكوارث الطبيعية في نزوح 7% فقط.

نزوح وعودة محدودة

وفي مقابل موجات النزوح المتكررة، سجلت المنظمة عودة محدودة لأربع أسر فقط إلى مناطقها الأصلية في الضالع، كما تم التعرف على 21 أسرة نازحة إضافية لم تكن مدرجة سابقاً، مما يرفع إجمالي عدد النازحين منذ بداية العام.

وتستمر هذه الموجات من النزوح في وقت يواجه فيه أكثر من أربعة ملايين يمني ظروف نزوح داخلي منذ بدء النزاع، وسط ضعف كبير في الاستجابة الإنسانية بسبب تراجع التمويل الدولي، والعراقيل الأمنية، وصعوبة الوصول إلى بعض المناطق المنكوبة.

وتؤكد هذه الأرقام والتقارير حجم المأساة التي يعيشها اليمنيون، لا سيما أولئك الذين تركوا كل شيء خلفهم بحثاً عن الأمان والغذاء والكرامة، في بلد أنهكته سنوات الحرب، وترك الملايين من أبنائه في دوامة من الفقر والنزوح المستمر.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية