أصوات تكسر التهميش.. إعلاميات عراقيات يناضلن من أجل تمكين المرأة

أصوات تكسر التهميش.. إعلاميات عراقيات يناضلن من أجل تمكين المرأة
الصحفيتان رنكين سلام وأفين عطا

في مدينة حلبجة العراقية، لا تقتصر مشاركة النساء على العمل المنزلي أو النشاطات التقليدية، بل تمتد لتشمل المنظمات المدنية، والمحلات التجارية، والأسواق، وقطاع الإعلام الذي أصبح منصةً للتعبير عن قضايا المرأة وتوثيق تجاربها. 

وتُعد هذه المشاركة الفاعلة انعكاسًا لرغبة النساء في دعم بعضهن البعض، من خلال رصد المعاناة والإنجازات وعرضها أمام الرأي العام، بما يسهم في كسر الصورة النمطية عن دور المرأة في مجتمع لا تزال بعض مؤسساته خاضعة لهيمنة الذكور، بحسب ما ذكرت وكالة "JINHA"، اليوم الخميس.

الصحفيتان رنكين سلام وأفين عطا محمد تؤكدان أن الإعلام ليس مجرد أداة لنقل الأخبار، بل هو مساحة نضال من أجل تمكين المرأة وإبراز قدراتها، وميدان يمكن أن يعيد صياغة الوعي المجتمعي تجاهها، شرط أن يُمارس بمهنية وحس إنساني.

الإعلام سلاح ذا حدين

أوضحت الصحفية رنكين سلام أن الإعلام في العصر الحالي يُعد من أكثر الوسائل تأثيرًا في قضايا المرأة، لأنه يعكسها من منظورين مختلفين.. منظور الذكورة ومنظور الأنوثة

وبرأيها، فإن هذه الازدواجية في التناول تؤكد أن الإعلام قادر على إبراز نجاحات النساء، لكنه قد يسهم في الوقت ذاته في تنامي العنف الموجه ضدهن إذا لم يراعِ أسس العدالة والإنصاف.

وأضافت أن على المؤسسات الإعلامية ومنصات التواصل الاجتماعي تبني دور داعم وواضح تجاه المرأة، خاصة في ظل وجود نساء يمتلكن كفاءات عالية ودورًا مجتمعيًا مهمًا يستحق أن يُبرز. 

وأشارت إلى أن الفرصة باتت متاحة أمام النساء لرصد الفروقات والتمييز بأنفسهن، وأنه من الضروري أن يكتبن عن أعمالهن، ويحددن أهدافهن، ولا يتراجعن أمام التحديات، مؤكدةً: "لا ينبغي لنا التراجع عن التقدم الذي أحرزناه في المجتمع".

نساء يصنعن النجاح

من جانبها، شددت المراسلة الميدانية أفين عطا محمد، على أن النساء في إقليم كردستان، وخاصة في مناطق شارزور وهورامان، أثبتن أنهن قادرات على الانتقال من العمل المنزلي إلى إنتاج أفضل وأجمل الأعمال في مختلف القطاعات. 

وأكدت أفين أن دعمهن لا يعني منحهن الفرصة، بل الاعتراف بأنهن من يصنعن نجاحهن بأنفسهن.

وتابعت أن الإعلام المحلي يلعب دورًا حيويًا في جمع هذه الإنجازات وتوثيقها عبر تقارير وملفات خاصة، فضلاً عن تنظيم مجموعات عمل تُوسع دائرة تأثير المرأة. 

لكنها أوضحت أن الإعلام النسوي لا يكتفي بعرض النجاحات، بل يتناول أيضًا قضايا التمييز والعنف، بهدف منح النساء مساحة أوسع لإبراز دورهن الحقيقي في المجتمع، والتأكيد على أنهن عنصر فاعل لا غنى عنه في التنمية المجتمعية.

إعادة كتابة السردية المجتمعية

من خلال هذه التجارب، يظهر أن نساء حلبجة لا يسعين فقط إلى سرد قصصهن، بل إلى إعادة كتابة السردية المجتمعية حول المرأة، بحيث تنتقل من كونها موضوعًا للمساعدة إلى شريك أساسي في صناعة القرار والتغيير الاجتماعي. 

وبينما يظل الطريق طويلًا أمام تحقيق المساواة الكاملة، فإن أصوات الإعلاميات في حلبجة تثبت أن الكلمة قادرة على اختراق أكثر الحواجز صلابة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية