منصة "تيك توك" تحذف حساب مهاجر أفغاني وثّق عبوره للمانش

أشعلت صحيفة "ذا صن" البريطانية المحافظة الجدل، الجمعة، بعد نشرها تقريراً عن مهاجر أفغاني استخدم منصة "تيك توك" لتوثيق عبوره بحر المانش وتشجيع آخرين على سلوك الطريق نفسه. 

وأثار المحتوى، الذي حقق ملايين المشاهدات، قلق الحكومة البريطانية التي تعمل حالياً على سن قوانين صارمة لمواجهة الترويج لعبور المانش عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وأقدمت شركة "تيك توك"، على حذف حساب الشاب الأفغاني، الذي وصل إلى المملكة المتحدة قبل أيام قليلة، بعدما نشر سلسلة مقاطع وثّق فيها رحلته، بدءاً من عبور البحر في قارب مطاطي، وصولاً إلى الإقامة في مركز استقبال ثم في فندق لطالبي اللجوء. 

وذكرت الشركة أنها "لا تتسامح مطلقاً مع المحتوى الذي يروّج للإتجار بالبشر"، مؤكدة تعاونها مع الوكالة الوطنية البريطانية لمكافحة الجريمة لتعطيل أي نشاطات مرتبطة بالهجرة غير النظامية.

دعا الآخرين للحاق به

شارك المهاجر مقاطع من غرفة الفندق، حيث أجاب على أسئلة المتابعين، مؤكداً أن "المملكة المتحدة أفضل بلد" وداعياً الآخرين للحاق به. 

وجاءت هذه القضية لتذكّر بحوادث مشابهة، أبرزها قصة الشابة المغربية شيماء الجريني التي أثارت ضجة عام 2024 بعد نشرها فيديو عبورها إلى إسبانيا، قبل أن تؤكد لاحقاً أنها لا تشجع الآخرين على تكرار التجربة بسبب المخاطر الكبيرة.

وسعت الحكومة البريطانية، على خلفية هذه الحوادث، إلى تعديل مشروع قانون أمن الحدود واللجوء والهجرة، بحيث يجرّم إنشاء أي محتوى على الإنترنت يروّج أو يسهّل انتهاك قوانين الهجرة. 

وقالت وزيرة الداخلية إيفون كوبر إن بيع "الوعد الكاذب بالسفر الآمن" إلى بريطانيا مقابل المال أمر "غير أخلاقي"، في إشارة إلى استغلال بعض المهربين لوسائل التواصل الاجتماعي لجذب المهاجرين.

معركة ضد شبكات التهريب

كشفت تقارير إعلامية أن الحكومة البريطانية دفعت منذ فبراير 2024 آلاف الجنيهات الإسترلينية لمؤثرين على الإنترنت من أجل ثني المهاجرين المحتملين عن اتخاذ قرار الهجرة غير الشرعية، خصوصاً في دول مثل ألبانيا والعراق وفيتنام، وتقدَّر تكلفة هذه الحملة بنحو 380 ألف جنيه إسترليني. 

ويأتي ذلك في سياق معركة إعلامية مستمرة منذ سنوات، إذ سبق لوزراء بريطانيين أن ضغطوا على شركات التواصل الاجتماعي لإزالة ما وصفوه بصور "فاتنة" لعبور المانش، تجنباً لتشجيع المغامرات الخطرة التي أودت بحياة العشرات.