مأساة جديدة في المانش.. وفاة مهاجرة أثناء محاولة العبور إلى بريطانيا

مأساة جديدة في المانش.. وفاة مهاجرة أثناء محاولة العبور إلى بريطانيا
مهاجرون - أرشيف

سجّلت السواحل الفرنسية، حادثة مأساوية جديدة تمثلت في وفاة امرأة مهاجرة أثناء محاولتها عبور بحر المانش على متن قارب مطاطي، في إطار موجة متصاعدة من الهجرة غير النظامية نحو المملكة المتحدة. 

وتُعد هذه الحادثة الوفاة التاسعة عشرة منذ مطلع العام الجاري، ما يعكس خطورة الطريق البحري بين فرنسا وبريطانيا الذي تحوّل إلى مقبرة مفتوحة للمهاجرين.

وأعلنت محافظة مقاطعة نورد في بيان رسمي، الثلاثاء، أن الضحية فارقت الحياة رغم ثلاث محاولات إنعاش متتالية أجرتها الشرطة الوطنية والبلدية وفِرق الطوارئ

وأكدت منظمة "يوتوبيا 56" المعنية بمساعدة المهاجرين، أن المرأة كانت في العقد الثالث من العمر وتوفيت على شاطئ "مالو" في دونكيرك أثناء محاولتها ركوب القارب. 

ويشير ناشطو المنظمة إلى أن هذا الحادث يسلط الضوء على الظروف المأساوية التي يعيشها المهاجرون في مناطق الانطلاق، حيث يضطرون للمخاطرة بحياتهم في مواجهة البحر، البرد، والتيارات القوية.

"قوارب التاكسي"

يكشف شهود عيان أن القارب الذي حاولت الضحية الصعود إليه كان من نوع يُعرف بـ"قارب التاكسي"، وهي قوارب مطاطية أو شبه صلبة لا يتجاوز طولها بضعة أمتار، تُستخدم لنقل المهاجرين من قنوات مائية داخلية إلى شاطئ البحر، حيث يتم تحميلها بأعداد كبيرة تفوق طاقتها. 

ويؤدي التدافع والفوضى أثناء الصعود غالبًا إلى إصابات أو سقوط مهاجرين في المياه قبل بدء الرحلة.

تأتي هذه المأساة بعد عطلة نهاية أسبوع شهدت اعتراض وإنقاذ ما لا يقل عن 122 مهاجرًا من قبل المديرية البحرية الفرنسية للقناة وبحر الشمال، في حين وصل إلى الشواطئ البريطانية 716 مهاجرًا على متن 12 قاربًا خلال يومي السبت والأحد. 

وتشير إحصاءات وزارة الداخلية البريطانية إلى أن أكثر من 5 آلاف مهاجر وصلوا خلال يوليو الماضي وحده، في حين تجاوز العدد الإجمالي منذ يناير 25,400 عملية عبور، بزيادة 51% عن العام الماضي.

اتفاق فرنسي بريطاني

دخلت في 5 أغسطس الجاري اتفاقية الهجرة الفرنسية البريطانية حيز التنفيذ، والتي تعرف بـ"واحد مقابل واحد"، في محاولة للحد من عبور القوارب الصغيرة، لكن، حتى الآن، لم تظهر نتائج ملموسة على أرض الواقع، ولم تُكشف تفاصيل التنفيذ للصحافة. 

ويؤكد مراقبون أن استمرار تدفق المهاجرين يعكس أن الحلول الأمنية وحدها غير كافية، وأن معالجة جذور الظاهرة تتطلب خططًا إنسانية وتنموية في دول المنشأ.

تسلّط هذه الحوادث الضوء على مأساة إنسانية متفاقمة في بحر المانش، الذي أصبح أحد أخطر طرق الهجرة في أوروبا. 

وتُظهر الأرقام أن العام 2025 قد يتجاوز الرقم القياسي المسجّل في 2022، حين وصل 45,774 مهاجرًا إلى بريطانيا. 

ومع غياب ممرات آمنة للهجرة، يظل آلاف الأشخاص عرضة للموت غرقًا، في مشهد يتكرر بشكل شبه أسبوعي على مرأى ومسمع من العالم.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية