آلاف الضحايا بين قتيل ومشرد.. فيضانات باكستان تبتلع الأرواح والمنازل

آلاف الضحايا بين قتيل ومشرد.. فيضانات باكستان تبتلع الأرواح والمنازل
تداعيات فيضانات باكستان

أعلنت الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث في باكستان، الأحد، أن حصيلة ضحايا الأمطار الموسمية والفيضانات العارمة في عموم البلاد ارتفعت إلى 645 قتيلاً على الأقل منذ أواخر يونيو الماضي، في واحدة من أعنف موجات الطقس التي تشهدها البلاد خلال الأعوام الأخيرة.،وأضافت الهيئة أن 151 شخصاً لقوا مصرعهم خلال 24 ساعة فقط، إلى جانب إصابة 137 آخرين، ما يعكس حجم الكارثة المتسارع.

إقليم خيبر بختونخوا الواقع شمال غربي البلاد كان الأكثر تضرراً، حيث سجل 314 وفاة وتدمير 159 منزلاً كلياً أو جزئياً، بحسب تقارير رسمية، ومع تزايد أعداد الضحايا، أعرب رئيس الوزراء شهباز شريف عن حزنه العميق إزاء ما وصفه بـ"الدمار الهائل" الذي خلفته السيول، مؤكداً أن الحكومة تبذل قصارى جهدها لتأمين المساعدات الطارئة.

تعاني باكستان من سجل طويل مع الفيضانات الكارثية، أبرزها في صيف 2010 حين أسفرت الفيضانات عن مقتل أكثر من 1700 شخص وتشريد نحو 20 مليون، في ما اعتبر حينها أكبر أزمة إنسانية في تاريخ البلاد الحديث.

وتتكرر مثل هذه الكوارث كل عام تقريباً مع قدوم الأمطار الموسمية، لكن حجم الدمار يتفاقم بسبب ضعف البنية التحتية، وغياب خطط التكيف المناخي الفعالة، وزيادة الكثافة السكانية في المناطق الهشة.

تحذيرات أممية ودولية

الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية دعت مراراً إلى مساعدة باكستان على تعزيز قدراتها في مواجهة الكوارث الطبيعية، وفي تقرير حديث، صنف البنك الدولي باكستان ضمن الدول العشر الأكثر عرضة لمخاطر تغير المناخ، محذراً من أن الفيضانات والجفاف والحر الشديد قد تودي بملايين الأرواح وتهدد الأمن الغذائي في السنوات المقبلة.

المنظمات الحقوقية في باكستان طالبت بتعويض المتضررين وضمان وصول المساعدات بشكل عادل وسريع، وسط اتهامات متكررة للحكومة بسوء إدارة الأزمات وتأخر الاستجابة، أما المنظمات الدولية، وعلى رأسها الصليب الأحمر والهلال الأحمر، فقد بدأت بالفعل في إرسال مساعدات عاجلة، لكنها تؤكد أن حجم الكارثة يتجاوز القدرات المتاحة.

حقوق الإنسان في الكوارث الطبيعية لم تعد قضية هامشية، فوفقاً للقانون الدولي، فإن للناجين الحق في المأوى والغذاء والمياه والرعاية الصحية، كما تطرح الأزمة تساؤلات حول مسؤولية الدول الصناعية الكبرى في دعم البلدان النامية مثل باكستان التي تدفع ثمناً باهظاً لتغير المناخ رغم مساهمتها المحدودة في انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية