وسط خيام النزوح.. "المواويل العفرينية" تملأ السوريين بالأمل

وسط خيام النزوح.. "المواويل العفرينية" تملأ السوريين بالأمل
فتيات سوريات يقدمن عرضاً فنياً - أرشيف

وسط خيم النزوح، وعلى إيقاع الطبل والمزمار، تتعالى المواويل العفرينية بأصوات نساء ملأها الأمل، وتهتز الأرض تحت وقع الدبكات الفلكلورية. 

ورغم الجراح والتهجير، ما زالت نازحات عفرين يرسمن بأزيائهن وألحانهن لوحةً تختصر الحنين والإصرار على العودة، بحسب ما ذكرت لوكالة "JINHA"، اليوم الجمعة.

عرفت عفرين بجمال طبيعتها وزيتونها، لكنها اشتهرت أيضًا بفنها الأصيل: حناجر ذهبية، طبل ومزمار، ودبكات جماعية تحولت إلى هوية، ورغم التهجير، ظل الفن مرافقًا للأهالي في رحلات نزوحهم المتكررة.

التراث هوية الإنسان

ليلى رشيد، عضوة حركة الهلال الذهبي ومديرة فرقتي "زاريا زيرين" و"خابون"، تقول: "حتى ونحن ننتقل من نزوح إلى آخر، لم نتوقف عن الغناء والدبك.. التراث هو تاريخنا، وهوية لا يمكن أن نتخلى عنها".

وتشير إلى أن الفرق النسائية التي تقودها تتميز بأن جميع أعضائها من الفتيات، مؤكدة: "المرأة بطبيعتها أكثر ارتباطًا بالأرض والثقافة، ولذلك كنا مصرّات على حماية تراثنا رغم الاحتلال والنزوح."

نسرين معمو، عضوة فرقة "زاريا زيرين"، تؤكد أن التهجير لم يطفئ جذوة الفرح: "لم نستسلم لألم النزوح، بل واصلنا الدبك على أنغام الطبل والمزمار.. هذه الموسيقى تسكننا منذ عفرين، ورافقتنا في أفراحنا وأحزاننا".

وتروي أن الفرقة شاركت في مهرجانات واحتفالات عديدة مثل نوروز واليوم العالمي للمرأة، مضيفة أن الإيقاع العفريني منح عروضهن نكهة مميزة.

عزف تحت الخيم

روبي محمد، التي لم تتجاوز السابعة عندما هجّرت من عفرين، وجدت في البزق رفيقًا للنزوح، تعلمت العزف في مخيم الشهباء وهي طفلة في التاسعة، بدعم والدتها التي شجعتها على الفن.

"رغم أننا كنا نعيش في خيم، وجدت معلمًا وتدربت. شاركت مع الأطفال في فرق غنائية وموسيقية، واليوم أنا جزء من فرقة خابون وأعزف وأغني في المهرجانات".. تقول روبي.

لكن خلف النغمات، معاناة قاسية.. حرارة خانقة في الخيم، فقدان أطفال بسبب ضربات الشمس، وغياب أبسط مقومات الحياة، ورغم ذلك تقول روبي بابتسامة مترددة بين الألم والأمل: "نقاوم هذه الظروف فقط من أجل أن نعود يومًا إلى عفرين".

ذاكرة لا تنطفئ

بالرغم من قسوة النزوح وفقدان البيت والأرض، يصر أهالي عفرين على حمل إرثهم الثقافي كونه جزءاً لا يتجزأ من مقاومتهم. 

الطبل، المزمار، والبزق، ليست مجرد أدوات موسيقية، بل ذاكرة حية تروي حكاية مدينة ما زال أبناؤها يؤمنون أن العودة إليها مسألة وقت.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية