بسبب فيضانات البنجاب.. إجلاء عشرات الآلاف في باكستان

بسبب فيضانات البنجاب.. إجلاء عشرات الآلاف في باكستان
فيضانات في باكستان

قال مسؤولون باكستانيون الثلاثاء إن البلاد اضطرت إلى إجلاء ما لا يقل عن 150 ألف شخص من المناطق الواقعة على ضفاف ثلاثة أنهار رئيسية في قلب إقليم البنجاب، وذلك بعد تحذيرات من الهند بأنها ستصرف كميات كبيرة من المياه من أحد سدودها جراء الامتلاء السريع بفعل الأمطار الغزيرة.

الأمطار الموسمية الغزيرة التي اجتاحت شبه القارة الهندية في الأسابيع الأخيرة أدت إلى ارتفاع مستويات المياه بشكل غير مسبوق، وفاقمت خطر الفيضانات في البلدين، وتعد هذه التطورات تهديدا مباشرا لإقليم البنجاب الباكستاني الذي يشكل سلة الغذاء الأساسية للبلاد ويعتمد على استقرار مواسمه الزراعية لتأمين القمح والأرز ومحاصيل أساسية أخرى، وفق صحيفة "هندستان تايمز".

 تحذيرات عبر القنوات الدبلوماسية

ذكر المسؤولون الباكستانيون أن الجانب الهندي بعث تحذيرا مفاجئا يوم الاثنين بشأن نية تصريف مياه سد مادوبور، الواقع في ولاية البنجاب الهندية. وتقوم الهند عادة بتصريف الفائض المائي بشكل دوري عندما تمتلئ السدود إلى أقصى طاقتها، حيث تتدفق تلك الكميات عبر الحدود إلى الأراضي الباكستانية.

وقال مصدر حكومي هندي إن التحذير جاء في سياق الأمطار غير الاعتيادية التي دفعت السلطات إلى مشاركة الإنذار عبر القنوات الدبلوماسية، دون تحديد سد بعينه، وأضاف أن المزيد من التحذيرات قد تصدر خلال الأيام المقبلة إذا استمر هطول الأمطار بنفس الوتيرة.

من جانبها، أعلنت الهيئة الوطنية الباكستانية لإدارة الكوارث أن ثلاثة أنهار رئيسية، وهي رافي وسوتليج وتشيناب، تشهد حاليا مستويات فيضانية تتراوح بين متوسطة وعالية، ما يزيد من احتمالات تضرر قرى وبلدات ممتدة على ضفافها.

وقال مظهر حسين، وهو مسؤول في إدارة الكوارث الباكستانية، إن السلطات شرعت في إخلاء مئات القرى الواقعة على ضفاف الأنهار الثلاثة، مضيفا أن الهند ستصرف كميات محسوبة من مياه سدودها خلال الأيام المقبلة، الأمر الذي يفرض على باكستان إبقاء حالة التأهب القصوى.

مخاطر على القطاع الزراعي

يمثل إقليم البنجاب الباكستاني شريان الأمن الغذائي للبلاد، إذ تُزرع فيه النسبة الكبرى من المحاصيل الأساسية التي يعتمد عليها أكثر من 240 مليون نسمة. وتشكل الأراضي الزراعية الخصبة الممتدة على ضفاف الأنهار موردا استراتيجيا للقمح والأرز، وهو ما يجعل أي تهديد فيضاني خطرا مضاعفا على المزارعين وعلى الإمدادات الغذائية الوطنية.

تشكل مياه الأنهار العابرة للحدود بين الهند وباكستان منذ عقود قضية حساسة ومعقدة، فرغم وجود اتفاقية مياه نهر السند الموقعة عام 1960 برعاية البنك الدولي، والتي قسمت استخدامات مياه الأنهار بين البلدين، فإن الأمطار الغزيرة والتغير المناخي وتنامي النزاعات السياسية تضع هذه الاتفاقية أمام اختبارات متكررة، وتاريخيا، تسبب تصريف المياه المفاجئ من السدود الهندية في خسائر بشرية وزراعية جسيمة داخل باكستان، ما يجعل كل تحذير جديد مصدرا لقلق إنساني واسع، خاصة في مناطق ريفية هشّة تعتمد في معيشتها على الزراعة ومصادر المياه المباشرة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية