الفن بين الإبداع البشري والخوارزميات.. هل يهدد الذكاء الاصطناعي روح الجمال؟

الفن بين الإبداع البشري والخوارزميات.. هل يهدد الذكاء الاصطناعي روح الجمال؟
تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي - أرشيف

يشهد الذكاء الاصطناعي طفرة غير مسبوقة في إنتاج المحتوى البصري والسمعي، حيث أصبح قادراً على توليد الصور والفيديوهات والتصاميم بكبسة زر، وبكلفة زهيدة، الأمر الذي جعل منه أداة جذابة للأسواق والشركات الباحثة عن السرعة والتوفير. 

لكن وسط هذا الانبهار، يبرز سؤال وجودي.. هل يمكن للخوارزميات أن تحل محل الفن الإنساني بكل ما يحمله من وجدان وثقافة وتجربة حياتية؟

وتؤكد الفنانة الخبيرة في مجال الغرافيك إلهام جهانارا التي راكمت تجربة متنوعة في الرسم على الزجاج والأكريليك والطباعة اليدوية والتوضيح الفني وتصميم الصفحات والرسوم المتحركة، أن الفن بالنسبة لها ليس مجرد زخرفة أو جمال بصري، بل وسيلة لتجسيد الذاكرة والهموم، بحسب ما ذكرت وكالة “JINHA”، اليوم الثلاثاء.

وتقول: "القيمة الحقيقية للفن لا تكمن في سرعة إنتاجه أو شكله النهائي، بل في عمق الرؤية الإنسانية والتأثير الذي يتركه في المتلقي، لطالما سعيت في أعمالي إلى تصوير قضايا النساء، والهوية، والثقافة الكردية، وما يعيشه المجتمع من تحولات، بنظرة ناقدة صادقة".

الخوارزميات.. أداة أم خصم؟

لكن، مع دخول الذكاء الاصطناعي إلى هذا الميدان، يلوح تهديد جديد.. جهانارا تحذّر: "الذكاء الاصطناعي قادر على إلحاق أضرار لا يمكن تعويضها بالفن؛ لأنه يعتمد على محاكاة أساليب قائمة، ما يُضعف من فرادة الفنان وأصالته".

وترى أن هذا التوجّه لا يقتصر على الجانب الجمالي فقط، بل يتعداه إلى البُعد الثقافي والاجتماعي، إذ قد يساهم في إنتاج محتوى فارغ من الروح، سطحي في معناه، ويُضعف الحس الجمالي والقيمي لدى المجتمع.

لا تنكر جهانارا أن الذكاء الاصطناعي قدّم أدوات جديدة للفنانين وساعدهم على تسريع اختبار الأفكار، بل أتاح لغير المتخصصين خوض غمار الإبداع البصري. 

غير أنها تلفت إلى الخطر الكامن في "رتابة المخرجات"، إذ تعتمد الخوارزميات على بيانات متكررة، وفي غياب البصمة الإنسانية يفقد العمل أصالته.

اقتصادياً، تضيف: "هذه التقنية فتحت الباب أمام دخول أعداد كبيرة إلى مجال الإبداع بتكلفة أقل، لكنها بالمقابل قلّصت من فرص الفنانين المحترفين الذين يجدون أنفسهم مضطرين لمنافسة أدوات رخيصة وسريعة".

الفن الحقيقي لا يُستبدل

جهانارا تختم حديثها برسالة تحمل بعداً إنسانياً: “الخطر الأكبر يكمن في تعريض الأطفال والمراهقين لإنتاجات صناعية تُشوّه القيم وتُسطح العلاقات الإنسانية”. 

وتضيف: "لا يمكن مقارنة الفن الأصيل المتولد عن التجربة والمعاناة والوجدان بإنتاجات تجارية بلا روح، فكما أن قيمة الذهب لا يعرفها إلا الصائغ، كذلك يبقى الفن الإنساني عصياً على الاستبدال".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية