بأقل التكاليف.. وصفات شعبية لمواجهة سوء التغذية في جنوب باكستان

أعدّت نساء من قُرى الجنوب في إقليم السند وصفات بسيطة ومغذية بمواد محلية رخيصة في محاولة لمقاومة موجة سوء التغذية التي تضرب أطفالهنّ، حيث أصبح طبق السميد المهروس بالحليب أو مع بيضة وجبة يومية عملية ومغذية تُعدّ بأقل التكاليف.

وأشارت منظمة اليونيسف في تقرير ميداني إلى أن أكثر من 3500 أمّ استفدن من دروس الطبخ الغذائية في قُرى السند، وأن هذه المبادرات أدّت إلى تغيّر حقيقي في نظام تغذية بعض الأسر، بما انعكس بتحسن وزن ونمو بعض الأطفال في مناطق التدخّل، بحسب ما ذكرت وكالة “فرانس برس”، الاثنين.

وعلّمت دورات اليونيسف سيدات مثل شهناز (25 عاماً) تحضير أطباق محلية مثل الكيشدي (عدس وأرز) وأطباق السميد المهروس، ما دفعها لاستبدال البطاطا التي كانت تُقدَّم لأطفالها بأطعمة أكثر توازناً وغنىً بالمغذيات.

توفير بدائل واقتصادية

أوضحت ناشطات محليات أن علبة السميد لا تتجاوز تكلفة 50 روبية باكستانية (نحو 16 سنتاً دولارياً)، وأن ملعقة أو ملعقتين كبيرتين يومياً تكفيان لتموين الأسرة أسبوعاً، ما يجعل السميد وسيلة فعّالة لرفع كثافة السعرات والبروتين حين يُضاف إلى الحليب أو البيض أو العدس.

وأفادت مسوح وطنية بأن نحو 48% من الأطفال دون الخامسة في السند يعانون من سوء التغذية، وأن 20% منهم مصابون بالهزال (النوع الأخطر)، في حين تزيد مخاطر الأمراض المرتبطة بسوء المياه والنظافة مثل الضنك والملاريا والإسهال.

وقال مختصون في تغذية الأطفال إن المشكلة الأساسية ليست فقط نقص الطعام ككمية، بل افتقار الوجبات للتنوّع الغذائي الضروري (البيض، منتجات الألبان، البروتينات)، وما يُؤكل غالباً هو بقايا مالحة ومبهرَّة غير مناسبة للأطفال.

بدأت الحلقة في الأم نفسها

نوّهت منظمات صحية إلى أن أكثر من 45% من النساء في المناطق الريفية مصابات بفقر الدم نتيجة الزواج المبكر والحمل المتكرر، ما يؤدي إلى ولادات منخفضة الوزن ويزيد من هشاشة الطفل أمام سوء التغذية المرضي.

ومن هذه الوجبات، وصفة السميد بالحليب والبيضة، وكيشدي (عدس وأرز مغلي) مع إضافات، وحساء من بقايا الدجاج والعظام.