الأمم المتحدة للمرأة: نساء أفغانستان يواجهن معاناة مضاعفة في أعقاب الزلزال

الأمم المتحدة للمرأة: نساء أفغانستان يواجهن معاناة مضاعفة في أعقاب الزلزال
متضررون من الزلزال في أفغانستان

 

أكدت هيئة الأمم المتحدة للمرأة أن النساء والفتيات في أفغانستان يواجهن معاناة مضاعفة في أعقاب الزلزال المدمر الأخير، مشيرة إلى أن كثيرات منهن ما زلن يكافحن لإعادة بناء حياتهن وسبل عيشهن دون دعم كافٍ من المجتمع الدولي.

سوزان فيرغسون، الممثلة الخاصة للهيئة في أفغانستان، أوضحت من كابول يوم الجمعة أن "النساء في المناطق المتضررة يواجهن كارثة ممتدة، ولن يستطعن تجاوزها دون مزيد من المساعدة العاجلة" وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

النساء على خط المواجهة

رغم الصعوبات، تشارك النساء الأفغانيات في الاستجابة الإنسانية منذ الساعات الأولى للزلزال، حيث يشكلن نحو 40 في المئة من فرق التقييم الميداني، وأكدت فيرغسون أن وجودهن حيوي، لأن النساء المتضررات لا يمكنهن التعبير عن احتياجاتهن مباشرة للرجال في ظل القيود الثقافية والاجتماعية، إلا أن هذه الجهود تصطدم بعقبات إضافية، إذ تواصل سلطات الأمر الواقع فرض قيود على عمل الموظفات والمتعاقدات داخل مقرات الأمم المتحدة في كابول، وهو ما يعوق بعض جوانب الاستجابة الإنسانية.

مأساة إنسانية متفاقمة

الزلزال الذي ضرب شرق أفغانستان في 31 أغسطس بقوة 6 درجات أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 2200 شخص، معظمهم في ولاية كونار، كثير من الضحايا لقوا حتفهم نتيجة انهيار منازل مبنية فوق سفوح شديدة الانحدار، وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن النساء والفتيات شكلن أكثر من نصف القتلى والمصابين، كما أنهن يشكلن 60 في المئة من المفقودين.

خلال زيارتها مناطق منكوبة، روت فيرغسون قصص نساء نزحن سيراً على الأقدام في منتصف الليل بحثاً عن مأوى، بعدما فقدن أسرهن ومنازلهن ومصادر رزقهن. وقالت إحداهن: "الآن ليس لدينا شيء".

احتياجات عاجلة ومخاطر يومية

تدمير البنية التحتية زاد من هشاشة النساء والفتيات، اللواتي يضطررن لقطع مسافات طويلة للحصول على الماء أو استخدام المرافق، ما يعرضهن للعنف ولخطر الألغام، كما أن الرعاية الصحية تبقى غير متاحة بشكل كافٍ، في وقت يرفض كثير من المجتمعات المحلية تدخل رجال لإنقاذ النساء، ما يجعل وجود عاملات صحيات أمراً لا غنى عنه.

دعوة للاستثمار في النساء

أكدت فيرغسون أن "النساء الأفغانيات أظهرن شجاعة والتزاماً استثنائياً في مواجهة الكارثة"، داعية المجتمع الدولي إلى زيادة دعمه لتمكين النساء العاملات في المجال الإنساني من أداء دورهن على الخطوط الأمامية، وأضافت: "من دونهن، لن نتمكن من تلبية احتياجات النساء والفتيات في الأسابيع والأشهر المقبلة".

تعرضت أفغانستان خلال العقدين الأخيرين لسلسلة من الكوارث الطبيعية، من فيضانات وزلازل وجفاف، في ظل أوضاع سياسية وأمنية هشة، وأعاد الزلزال الأخير الذي ضرب ولاية كونار تسليط الضوء على ضعف البنية التحتية في البلاد، والآثار غير المتكافئة للكوارث على النساء والفتيات، خاصة مع القيود المفروضة على مشاركتهن في الحياة العامة والعمل الإنساني، وتشير تقارير أممية إلى أن النساء في الأزمات يتحملن العبء الأكبر، إذ تتضاعف مخاطر الفقر والعنف والإقصاء، ما يجعل الاستثمار في دعمهن وتمكينهن ركيزة أساسية لأي استجابة إنسانية أو خطة لإعادة الإعمار.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية