عودة مليون سوري بعد سقوط النظام السابق والأمم المتحدة تحذر من تحديات الإعمار
عودة مليون سوري بعد سقوط النظام السابق والأمم المتحدة تحذر من تحديات الإعمار
أعلنت الأمم المتحدة أن نحو مليون نازح عادوا إلى سوريا بعد تسعة أشهر على سقوط النظام السابق بقيادة بشار الأسد، في حين عاد 1.8 مليون نازح داخلياً إلى مناطقهم الأصلية منذ ديسمبر الماضي.
المفوضية السامية لشؤون اللاجئين حذرت، في بيان لها الأربعاء، من أن العائدين إلى سوريا يواجهون منازل مدمرة، وبنية تحتية تالفة، وفرص عمل محدودة، إلى جانب وضع أمني غير مستقر.
ودعا المفوض السامي فيليبو غراندي المجتمع الدولي والقطاع الخاص والجاليات السورية في الخارج إلى تكثيف الجهود لدعم إعادة الإعمار واصفاً الوضع بأنه "فرصة نادرة لحل واحدة من كبرى أزمات النزوح في العالم"، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
أرقام النزوح
وبحسب بيانات الأمم المتحدة، فما يزال أكثر من 7 ملايين شخص نازحين داخلياً في سوريا، في حين يعيش 4.5 مليون آخرون لاجئين في الخارج، وتظهر الاستطلاعات أن الغالبية العظمى من السوريين في الدول العربية يأملون في العودة إلى وطنهم.
وفي أول كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أكد الرئيس السوري أحمد الشرع أن بلاده "تعيد بناء نفسها" عبر التأسيس لدولة تكفل حقوق الجميع وتصون الحريات.
وقال الشرع إن النظام السابق "قتل نحو مليون إنسان وهجّر ما يقارب 14 مليوناً وهدم مليوني منزل"، مؤكداً أن سقوطه جاء نتيجة "مواجهة عسكرية خاطفة أسقطت منظومة إجرام استمرت ستة عقود".
وأضاف: "لقد انتصرنا لأمهات الشهداء والمفقودين، ومهدنا الطريق لعودة اللاجئين، ودمرنا تجارة المخدرات التي كانت تنطلق من بلادنا، اليوم تتحول سوريا من بلد يصدر الأزمات إلى فرصة للسلام والاستقرار".
مواجهة محاولات التقسيم
الشرع أشار إلى أن "مشاريع التقسيم" ومحاولات إثارة الفتن الطائفية فشلت أمام وعي الشعب السوري، متعهداً بتقديم كل من تورط في الجرائم ضد المدنيين إلى العدالة، كما حذر من التهديدات الإسرائيلية المستمرة، مؤكداً التزام دمشق باتفاق فض الاشتباك لعام 1974، وداعياً المجتمع الدولي إلى احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها.
الرئيس السوري شدد على أن بلاده تعتمد سياسة تقوم على الدبلوماسية المتوازنة، والاستقرار الأمني، والتنمية الاقتصادية، وأوضح أن الحكومة شرعت في انتخابات برلمانية، وأعادت هيكلة مؤسساتها المدنية والعسكرية، وحصرت السلاح بيد الدولة، إلى جانب استعادة العلاقات الإقليمية والدولية، كما طالب برفع العقوبات المفروضة على بلاده بشكل كامل حتى لا تكون "أداة تكبيل جديدة للشعب السوري".
اندلع النزاع في سوريا عام 2011 وأدى إلى واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم، حيث فر ملايين السوريين إلى الخارج، في حين عاش الملايين نازحين داخل البلاد. بعد سقوط النظام السابق في العام الماضي دخلت البلاد مرحلة انتقالية معقدة، وسط آمال بأن تمثل عودة اللاجئين وإعادة الإعمار بداية جديدة تضع حداً لسنوات الحرب والمعاناة.