وسط قلق حقوقي.. دعوات لإغلاق سجن إيراني بعد تسجيل وفيات جديدة داخله

وسط قلق حقوقي.. دعوات لإغلاق سجن إيراني بعد تسجيل وفيات جديدة داخله
سجن قرتشك الإيراني - أرشيف

أثارت سلسلة الوفيات المتتالية داخل سجن قرتشك للنساء جنوب طهران موجة قلق محلية ودولية بشأن الظروف اللاإنسانية التي تعيشها المعتقلات، وسط مطالبات ملحة بإغلاقه ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات المتكررة. 

وأعلنت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، في بيان رسمي، اليوم السبت، وفاة المعتقلتين سمية رشيدي وجميلة عزيزي نتيجة ما وصفته بـ"الإهمال الطبي الممنهج".

وأوضحت المنظمة أن رشيدي، وهي سجينة سياسية، دخلت في غيبوبة إثر تدهور حالتها الصحية داخل السجن، في حين فشلت محاولات السجينات الأخريات في نقلها إلى المستشفى بالوقت المناسب. 

أما عزيزي، فقد أُطلق سراحها بعد ساعات من الإهمال وهي في حالة حرجة وعيناها مفتوحتان، لكنها فارقت الحياة لاحقاً. 

وأكد البيان أن ما جرى يمثل دليلاً جديداً على أن إدارة السجن لا تلتزم بأبسط معايير الرعاية الطبية.

مطالب بالتحقيق والمحاسبة

طالب مدير منظمة حقوق الإنسان الإيرانية بتشكيل لجنة مستقلة لتقصي الحقائق حول أسباب الوفاتين، محملاً منظمة السجون الإيرانية ورئيس السلطة القضائية المسؤولية المباشرة عن حماية أرواح المعتقلين. 

وقال إن سجن قرتشك يمثل "رمزاً للإنكار الصارخ للكرامة الإنسانية"، مضيفاً أن استمرار تشغيله يشكّل "وصمة عار في جبين العالم"، وداعياً المجتمع الدولي إلى كسر صمته والتحرك لوقف هذه الانتهاكات.

لم تكن هاتان الحادثتان معزولتين؛ فقبل أقل من عام توفيت المعتقلة فرزانة بيجني بور بعد رفض الأطباء تقديم العلاج لها. 

وتشير تقارير حقوقية إلى أنّ سجن قرتشك يعاني من أوضاع مأساوية، تشمل نقص التهوية والإضاءة، تردي نوعية الطعام، انعدام المياه الصالحة للشرب، سوء الخدمات الصحية، والمعاملة المهينة للسجينات. 

ويُحرم الأطفال الذين يولدون لأمهات داخل السجن من البقاء معهن بعد بلوغهم العامين، حيث يُفصلون قسراً عنهن.

خلفية عن السجن

يُذكر أنّ سجن قرتشك كان في الأصل مزرعة دواجن قبل أن يتحول إلى أكبر معتقل نسائي في إيران، ويضم بين جدرانه مزيجاً من السجينات الجنائيات والسياسيات، وتصفه المنظمات الحقوقية بأنه "أخطر سجن نسائي في البلاد". 

وجددت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية دعوتها إلى إغلاق هذا السجن فوراً، معتبرة أن هذه الخطوة لن تكون فقط إجراءً ضرورياً لصيانة حقوق السجينات، بل ستشكل أيضاً رمزاً للالتزام العالمي بالعدالة والكرامة الإنسانية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية