بعد 7 سنوات من النزوح.. سوريات من رأس العين يروين مأساة التهجير ويطالبن بالعودة

بعد 7 سنوات من النزوح.. سوريات من رأس العين يروين مأساة التهجير ويطالبن بالعودة
سوريات من رأس العين

عدّه الأهالي يوماً أسود في تاريخ مدينة رأس العين الواقعة في شمال سوريا، حين شنّت الفصائل السورية المعارضة مدعومة بقوات تركية، هجوماً واسعاً استخدمت فيه مختلف أنواع الأسلحة على المدينة، ورغم المقاومة التي أبداها الأهالي، انتهى الهجوم بالسيطرة على المدينة وتهجير مئات الآلاف من سكانها قسراً. 

كان ذلك عام 2019، ومنذ ذلك التاريخ، يعيش النازحون في المخيمات والمدن المجاورة على أمل العودة، في حين يواجهون ظروفاً معيشية قاسية، تزداد وطأتها مع مرور السنوات، بحسب ما ذكرت وكالة "JINHA"، اليوم الأحد.

عن ألمها العميق إزاء ما جرى، مؤكدة أن ما حدث لم يكن عفوياً، بل مخطط له مسبقاً، وقالت: "كانت مدينتنا رمزاً للتنوع والتعايش، ضمت الكرد والعرب والسريان والأرمن، وعشنا معاً بسلام سنوات طويلة، لكن القوات التي دخلت المدينة جاءت لتقلب كل شيء رأساً على عقب". 

واستذكرت الهجمات السابقة التي شهدتها رأس العين عام 2012 على يد جماعات متطرفة، وكيف تمكن الأهالي آنذاك من الدفاع عنها، لكنها أوضحت أن هجمات 2019 كانت مختلفة من حيث القوة والتخطيط والدعم السياسي.

عاجزون عن العودة

أكدت أمينة الحسن أن النازحين اليوم يعيشون على بعد كيلومترات قليلة من مدينتهم، لكنهم عاجزون عن العودة بسبب سيطرة الفصائل المعارضة الموالية لأنقرة. 

وأشارت إلى تغييرات خطرة تطرأ على هوية المدينة "إنهم يفرضون اللغة التركية في المدارس، ويعبثون بجغرافيتها وبتركيبتها السكانية، في انتهاك صارخ لحقوق الإنسان والقانون الدولي". 

وشددت على أن الأهالي يتمسكون بحقهم في العودة الكريمة والآمنة، معتبرة أن الصمود هو سبيلهم الوحيد للحفاظ على هويتهم وحقهم في الأرض.

جرح في ذاكرة السكان

روت النازحة خديجة العبدالله، ذكريات اليوم الأول للهجوم بمرارة، واصفة التاسع من أكتوبر بأنه "جرح مفتوح في ذاكرة كل من عاش في رأس العين". 

وقالت: "اضطررنا للنزوح نحو مدينة الحسكة، وهناك ما زلنا نعيش وسط ظروف صعبة، كثير من العائلات يقيم في خيام لا تقي برد الشتاء ولا حر الصيف، لكنهم رغم ذلك يصرون على التمسك بحق العودة". 

وأضافت أن النساء والأطفال هم الأكثر تضرراً من هذه المعاناة، حيث يعيشون في ظروف تفتقر لأبسط مقومات الحياة.

طالبت خديجة العبدالله، المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته، ودعت المنظمات الحقوقية إلى الضغط من أجل إنهاء السيطرة على المدينة وضمان عودة الأهالي إلى مدينتهم "نريد أن نعيش كسائر الشعوب، بأمان وكرامة، تحت إدارة مدنية منتخبة وبحماية مؤسساتنا الوطنية، نحن لا نطلب المستحيل، بل حقاً أساسياً كفله القانون الدولي".

رحلة نزوح قاسية

من جانبها، شددت فاطمة الزين، على أن رحلة النزوح كانت قاسية بكل تفاصيلها، بدءاً من مغادرة منازلهم على عجل، وصولاً إلى مشقة الطريق نحو مناطق أكثر أماناً. 

وأكدت أن السنوات السبع الماضية لم تُضعف عزيمتها، بل زادت من إصرارها على النضال "في بيوتنا اليوم يسكن غرباء، ونحن نتجرع مرارة الفقد، لكننا سنواصل صمودنا حتى نعود، لا يمكن أن يقف أحد في وجه إرادتنا بالحرية والكرامة".

وطالبت فاطمة الزين، الأمم المتحدة بفتح تحقيق جاد في الانتهاكات التي ارتُكبت منذ عام 2019 بحق سكان رأس العين، من قتل وتهجير قسري وتغيير ديمغرافي. 

وختمت بالقول: "لن نتوقف عن المطالبة بحقوقنا، لأن هذه الأرض ليست مجرد جغرافيا، بل هي تاريخ وهوية وذاكرة جماعية لأجيال بأكملها".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية