بين العزف والدراسة.. المغربية أميمة الهارم تعيد الحياة لأوتار العود

بين العزف والدراسة.. المغربية أميمة الهارم تعيد الحياة لأوتار العود
المغربية أميمة الهارم

في زمنٍ تتسارع فيه الإيقاعات وتتغير الأذواق الموسيقية، تبرز أصوات فردية تختار أن تسلك دروباً صعبة، بحثاً عن الأصالة. 

من بين هؤلاء، برز اسم الشابة المغربية أميمة الهارم، التي حملت آلة العود متحدية الصور النمطية، ومؤمنة بأن الموسيقى ليست حكراً على جنس أو جيل، بل هي لغة الروح التي يتقنها من يخلص لها، بحسب ما ذكرت وكالة “JINHA”، اليوم الاثنين.

تجلس أميمة بهدوء، تحتضن عودها كما لو كان امتداداً لوجدانها. ومع كل ضربة رقيقة على الأوتار، تنساب ألحانٌ تحمل عبق التراث وصدق اللحظة. 

وفي لحظة صمت بين نغمة وأخرى، ترتسم ابتسامة على وجهها لتقول: "العود رفيقي، ومن خلاله أترجم أحاسيسي".

بداية الشغف

انطلقت رحلتها مع الموسيقى من معهد موسيقي، حيث تلقت تدريباً أكاديمياً شمل دراسة الصولفيج، وتقنيات العزف على آلة العود. لم يكن الطريق سهلاً، لكن المثابرة صنعت الفارق

توّجت أميمة جهودها بالحصول على الجائزة الوطنية الأولى في العزف على العود، لتؤكد أن الشغف قادر على صنع المعجزات.

لم تكتفِ بالإنجاز الفني، بل اختارت أيضاً أن تغوص في المجال الأكاديمي، لتحصل على الإجازة المهنية في تدريس التربية الموسيقية، معتبرة أن هذا المسار منحها أدوات إضافية للتأطير الفني وصقل موهبتها.

المغربية أميمة الهارم مع فرقتها

من الطرب إلى البحث العلمي

في عام 2018، أطلقت مشروعها الفني من خلال تأسيس فرقة "قطر الندى للطرب العربي"، وهي مجموعة موسيقية تضم عازفين وعازفات إلى جانب كورال متكامل. 

هدفها لم يكن مجرد عزف الألحان، بل إحياء الموشحات الكلاسيكية وكنوز التراث المغربي والشرقي، في محاولة واعية لإعادة بث الحياة في ذاكرة موسيقية تكاد تنطفئ.

ورغم هذا المسار الفني، تخوض أميمة تحدياً آخر، إذ تتابع اليوم دراستها العليا في سلك الدكتوراه بمجال الاقتصاد، بعيداً عن مسارها الفني. 

وعن هذا التوازن بين العود والأرقام تقول: "العزف رحلة طويلة تحتاج إلى جهد وصبر، وهذا ما جعل التوفيق بين طموحي الفني ومساري الأكاديمي تحدياً حقيقياً بالنسبة لي".

كسر الصورة النمطية

طالما ارتبطت صورة آلة العود بالرجال، لكن أميمة اختارت أن تكسر هذه القاعدة. تؤكد بثقة أن حضور النساء في هذا المجال يزداد يوماً بعد يوم، وأن الدعم الذي تلقته من أساتذتها وبيئتها كان دافعاً للاستمرار. 

بالنسبة لها، الموسيقى لا تعرف جنساً، بل تتطلب شغفاً وإبداعاً.

في ختام تجربتها، توجه أميمة الهارم رسالة إلى الشباب والفتيات الذين يطمحون لدخول عالم الموسيقى: "الطريق يتطلب الالتزام، والصبر، والمثابرة، مع ضرورة الحفاظ على التوازن بين الدراسة الأكاديمية والشغف الفني"، مؤكدة أن النجاح لا يولد صدفة، بل يصنعه الإصرار.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية