الروهينغا بين يأس المخيمات وصمت العالم.. دعوات أممية لإجراء عاجل قبل فوات الأوان

خلال فعاليات الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة

الروهينغا بين يأس المخيمات وصمت العالم.. دعوات أممية لإجراء عاجل قبل فوات الأوان
نازحات من الروهينغا

في مؤتمر رفيع المستوى عُقد ضمن الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وجّه الأمين العام أنطونيو غوتيريش عبر رئيس ديوانه إيرل كورتيناي راتراي تحذيراً قوياً بشأن أوضاع الروهينغا وسائر الأقليات في ميانمار، مؤكداً أن الأزمة التي تفاقمت منذ الانقلاب العسكري عام 2021 تنتهك حقوق الإنسان وتهدد استقرار المنطقة.

مطالب الأمين العام

وفق ما أورده موقع أخبار الأمم المتحدة الثلاثاء، ذكّر غوتيريش المجتمع الدولي بأن الروهينغا تعرضوا لخطاب الكراهية والعنف الممنهج، داعياً إلى: احترام القانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، إضافة إلى دعم المجتمعات المضيفة عبر استثمارات إنسانية وتنموية تخفف الضغط عنها.

بدورها، وصفت رئيسة الجمعية العامة، أنالينا بيربوك، أوضاع المخيمات بأنها "مزرية"، محذرة من أن التخفيضات الحادة في التمويل تترك نحو 1.1 مليون ناجٍ من العنف دون دعم أساسي، وقالت إن "هذا اليأس يمكن تفاديه تماماً"، مؤكدة أن الروهينغا بحاجة إلى أفعال لا مجرد وعود.

وفي كلمته، ناشد المفوض السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، الدول المانحة قائلاً: "التمويل سينقذ الأرواح، لا شك في ذلك"، في حين حذر مفوض حقوق الإنسان فولكر تورك من أن القتال المتصاعد في راخين منذ أواخر 2023 "يشكل فصلاً قاتماً جديداً في تاريخ طويل من الاضطهاد".

المجتمع المدني يرفع صوته

ممثلو منظمات المجتمع المدني شددوا على ضرورة التدخل الفوري لحماية ما تبقى من الروهينغا، ودعت الناشطة واي واي نو إلى فرض عقوبات على مرتكبي الفظائع، في حين طالب رفيق حسن بإنشاء منطقة آمنة تحت إشراف الأمم المتحدة في ولاية راخين.

"الوقت ليس في مصلحتنا"

المبعوثة الخاصة للأمين العام إلى ميانمار، جولي بيشوب، حذرت من أن الانتخابات المرتقبة في ديسمبر قد تفاقم الأوضاع بدلاً من حلها، مؤكدة أن المدنيين وقعوا بين براثن صراع معقد يشمل الجيش والجماعات المسلحة المختلفة، وختمت بالقول: "لم نعثر بعد على أرضية مشتركة. الوقت ليس في مصلحتنا".

أقلية بلا وطن

على مدى عقود، حُرم الروهينغا من الجنسية والحقوق الأساسية، وفي عام 2017 شهدوا واحدة من أعنف موجات الاضطهاد التي دفعت أكثر من 750 ألفاً منهم إلى الفرار نحو بنغلاديش، هناك، استقروا في مخيم كوكس بازار الذي أصبح اليوم أكبر تجمع للاجئين في العالم، وسط ظروف معيشية قاسية.

يشكل الروهينغا إحدى أكثر الأقليات اضطهاداً في العالم، ورغم إدانات واسعة للانتهاكات التي تعرضوا لها في ميانمار، ما زال نحو 600 ألف منهم يعيشون داخل البلاد في ظروف بالغة الهشاشة، في حين يواجه أكثر من مليون لاجئ في بنغلاديش شبح تقليص المساعدات الدولية، وفق تقديرات الأمم المتحدة، فإن ثلث سكان ميانمار يعانون حالياً من انعدام حاد في الأمن الغذائي، مع نزوح داخلي يفوق 3.5 مليون شخص، وهذه الأرقام، إلى جانب استمرار العنف المسلح، تجعل من أزمة الروهينغا تحدياً إنسانياً وأمنياً إقليمياً لا يحتمل المزيد من التأجيل.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية