هجوم مسلح يستهدف الصحفية السورية بتول علي ووالدها في اللاذقية

هجوم مسلح يستهدف الصحفية السورية بتول علي ووالدها في اللاذقية
الصحفية السورية بتول علي

أثارت حادثة إطلاق النار التي استهدفت الصحفية السورية بتول علي ووالدها في مدينة اللاذقية موجة قلق واستنكار واسعة في الأوساط الإعلامية والحقوقية، بعد أن تعرضا لهجوم نفذه مسلحون مجهولون في منطقة دمسرخو، ما أسفر عن إصابتهما بجروح خطيرة نُقلا على إثرها إلى المشفى لتلقي العلاج.

ووفقًا لمصادر محلية تحدثت لموقع “نيوز سوريا”، اليوم الاثنين، فإن المسلحين اقتحموا منزل عائلة الصحفية بواسطة أربع سيارات، قبل أن يفتحوا النار بشكل مباشر على الصحفية ووالدها داخل المنزل، ثم لاذوا بالفرار بسرعة دون أن يتمكن الجيران من تحديد هوياتهم بسبب الظلام وسرعة التنفيذ.

وأوضحت المصادر أن الصحفية بتول علي ووالدها نُقلا إلى مشفى "السيدة" في اللاذقية، حيث خضعا لسلسلة من العمليات الجراحية العاجلة نتيجة إصاباتهما البليغة في مناطق متفرقة من الجسم، مضيفة أن حالتهما ما تزال حرجة حتى صباح الاثنين.

وأكد أحد الأطباء في المشفى، طلب عدم الكشف عن اسمه، أن الفريق الطبي يعمل على تثبيت حالتهما بعد نزيف داخلي حاد أصيبا به أثناء الهجوم، مشيرًا إلى أن جهود الإنقاذ مستمرة وسط توافد العشرات من الصحفيين والزملاء إلى المشفى لمتابعة تطورات وضعهما الصحي.

غياب التصريحات الرسمية

حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم تصدر وزارة الداخلية في الحكومة المؤقتة السورية أي بيان رسمي يوضح ملابسات الحادثة أو هوية المهاجمين، في حين اكتفت بعض الجهات المحلية بالقول إن التحقيقات الأولية لا تزال جارية، دون الإفصاح عن أي تفاصيل تتعلق بالدوافع أو طبيعة الهجوم.

وأثار هذا الصمت الرسمي تساؤلات في الأوساط الإعلامية حول ما إذا كان الحادث مرتبطًا بعمل الصحفية بتول علي أو بسبب خلافات شخصية، خاصة أن اللاذقية تشهد في الآونة الأخيرة تصاعدًا في جرائم الاستهداف والاغتيالات الغامضة التي تطول شخصيات عامة وإعلاميين.

وأدان عدد من الصحفيين السوريين والناشطين الإعلاميين عبر منصات التواصل الاجتماعي هذا الاعتداء، مطالبين السلطات بالكشف الفوري عن الجناة وتقديمهم للعدالة، وبضرورة توفير الحماية للصحفيين والعاملين في المجال الإعلامي الذين أصبحوا عرضة لتهديدات متكررة.

وأكد رئيس اتحاد الصحفيين السوريين الأسبق، ناصر العلي، أن “الاعتداء على الصحفيين جريمة تمس حرية التعبير وحق المجتمع في المعرفة”، داعيًا الحكومة إلى “تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية في حماية من ينقلون الحقيقة وسط ظروف معقدة وصعبة”.

انتهاكات ضد الإعلاميين

شهدت سوريا خلال السنوات الأخيرة تزايدًا مقلقًا في حالات الاعتداء على الصحفيين، سواء من قبل جماعات مسلحة أو جهات مجهولة، في ظل تراجع حرية الصحافة وصعوبة الوصول إلى المعلومات. 

ووفق تقارير منظمات حقوقية دولية، فإن البلاد ما تزال تُعد من أخطر الأماكن في العالم على حياة الصحفيين، إذ قُتل وأصيب العشرات خلال العقد الماضي أثناء تغطيتهم للأحداث.

وتُعد حادثة استهداف الصحفية بتول علي واحدة من أبرز الاعتداءات على العاملين في الإعلام السوري خلال عام 2025، ما يعيد إلى الواجهة ملف أمن الصحفيين وضرورة محاسبة المعتدين لضمان عدم إفلاتهم من العقاب.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية