وسط تقارير تفيد بتعرضها للتعذيب.. إسرائيل ترحل الناشطة السويدية غريتا تونبرغ

وسط تقارير تفيد بتعرضها للتعذيب.. إسرائيل ترحل الناشطة السويدية غريتا تونبرغ
الناشطة غريتا تونبرغ

أعلنت الحكومة اليونانية، اليوم الاثنين، موافقتها على استقبال الناشطة السويدية غريتا تونبرغ، بعد قرار السلطات الإسرائيلية ترحيلها من البلاد إلى أثينا على متن رحلة خاصة تقل 165 شخصًا من المشاركين في "أسطول الصمود العالمي"، الذين جرى احتجازهم في إسرائيل خلال الأسبوع الماضي.

ويأتي هذا القرار بعد موجة غضب دولية عارمة أثارتها تقارير حقوقية وإعلامية تحدثت عن تعرض تونبرغ لمعاملة قاسية ومهينة أثناء احتجازها، وذلك عقب مشاركتها في الأسطول الذي حاول كسر الحصار المفروض على قطاع غزة في أواخر سبتمبر الماضي، بحسب ما ذكرت وكالة "JINHA".

وأفادت مصادر دبلوماسية سويدية بأن غريتا تونبرغ أبلغت مسؤولي سفارة بلادها في تل أبيب بأنها احتُجزت داخل زنزانة موبوءة بحشرات البق، وتلقت كميات ضئيلة من الطعام والماء، ما أدى إلى إصابتها بحالة جفاف وطفح جلدي حاد.

وأوضحت المصادر أن السلطات الإسرائيلية رفضت في البداية السماح للمسؤولين القنصليين بزيارتها، قبل أن توافق تحت ضغط دبلوماسي من السويد والاتحاد الأوروبي، مؤكدة أن حالتها الصحية "مستقرة لكنها متعبة نفسيًا وجسديًا" بعد فترة احتجاز استمرت عدة أيام.

شهادات من داخل السجن

كشف ناشطون شاركوا في "أسطول الصمود" عن شهادات صادمة حول ما تعرض له المحتجزون، مؤكدين أن جنودًا إسرائيليين سحبوا غريتا تونبرغ من شعرها، وضربوها، وأجبروها على تقبيل علم إسرائيل أمام المعتقلين الآخرين. 

ووصف أحد النشطاء ما جرى بأنه "تحذير واضح لبقية المعتقلين بعد رفضهم التعاون أثناء التحقيقات".

وأضاف الناشطون أن ظروف الاحتجاز كانت "قاسية للغاية"، حيث حُرموا من النوم والطعام لفترات طويلة، وتعرض بعضهم للصدمات الكهربائية والإهانات اللفظية، ما أثار استنكارًا واسعًا في الأوساط الحقوقية والدبلوماسية الأوروبية.

رد فعل الحكومة السويدية

أعربت وزيرة الخارجية السويدية ماريا مالمر ستينرغارد عن قلقها البالغ إزاء التقارير التي تتحدث عن إساءة معاملة تونبرغ، مؤكدة في تصريح رسمي أن "الوضع سيكون خطيرًا للغاية إذا ثبتت صحة هذه الادعاءات".

ودعت السلطات الإسرائيلية إلى الالتزام بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان واحترام الحقوق القنصلية للمحتجزين.

وشددت الوزيرة على أن ستوكهولم تتابع عن كثب وضع جميع النشطاء السويديين المعتقلين سابقًا في إطار الأسطول، مؤكدة أن بلادها ستواصل التحقيق الدبلوماسي في الظروف التي أحاطت باحتجازهم وترحيلهم.

رحلة العودة إلى الحرية

ذكرت الحكومة اليونانية في بيان رسمي أن الرحلة الخاصة الممولة من أثينا ستنطلق ظهر اليوم من مطار رامون جنوبي إسرائيل باتجاه العاصمة اليونانية، حاملة 165 ناشطًا من جنسيات مختلفة، بينهم يونانيون وفرنسيون وإيطاليون، كانوا جميعًا ضمن الأسطول الدولي المتجه إلى غزة.

وأكد البيان أن السلطات اليونانية ستوفر الرعاية الطبية والنفسية اللازمة لجميع القادمين، بما فيهم تونبرغ، فور وصولهم إلى مطار أثينا، مضيفًا أن هذه الخطوة تعكس التزام اليونان بمبادئ القانون الإنساني وحقوق الإنسان، ودعمها للجهود المدنية الدولية المناهضة للحصار على غزة.

انطلق "أسطول الصمود العالمي" من تونس منتصف سبتمبر الماضي بهدف نقل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة المحاصر، إلا أن البحرية الإسرائيلية اعترضته في البحر المتوسط واحتجزت جميع من كانوا على متنه. 

سوء معاملة النشطاء

منذ ذلك الحين، تتوالى التقارير حول سوء معاملة النشطاء داخل مراكز الاحتجاز الإسرائيلية، ما أثار موجة إدانات من منظمات دولية وحقوقية، بينها العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش.

وتُعد غريتا تونبرغ، البالغة من العمر 22 عامًا، من أبرز الوجوه العالمية في الدفاع عن المناخ وحقوق الإنسان، وقد تحولت في السنوات الأخيرة إلى رمز للنشاط المدني السلمي، خاصة بعد مواقفها المؤيدة للشعب الفلسطيني ومعارضتها الصريحة للسياسات الإسرائيلية تجاه غزة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية