تزامناً مع محادثات شرم الشيخ.. مصر تبدأ إنشاء مخيم للنازحين داخل غزة

تزامناً مع محادثات شرم الشيخ.. مصر تبدأ إنشاء مخيم للنازحين داخل غزة
جرافات مصرية تدخل غزة

شرعت السلطات المصرية، قبل ساعات من انطلاق المحادثات غير المباشرة بين وفدي حركة حماس وإسرائيل في مدينة شرم الشيخ، في تنفيذ أكبر مشروع لإيواء النازحين الفلسطينيين من شمال قطاع غزة، في خطوة تعكس حجم الاستعدادات المصرية لاحتواء التداعيات الإنسانية المتفاقمة جراء الحرب المستمرة منذ عامين.

وكشفت تقارير إسرائيلية، أبرزها ما نشره موقع "ناتسيف نت"، اليوم الثلاثاء، أن عشرات الجرافات المصرية دخلت مناطق شمال النصيرات، قرب مخيم البريج للاجئين، وبدأت على الفور في أعمال الهدم وتسوية الأراضي وتعبيد الطرق، تمهيداً لإنشاء مخيم ضخم يستوعب آلاف العائلات الفلسطينية التي نزحت من مناطق القتال.

وأكدت التقارير أن العمل جارٍ حالياً لتسليم المخيمين الخامس والسادس إلى اللجنة المصرية المكلفة برعاية النازحين، وسط توقعات بأن يتم استيعاب عشرات الآلاف من المدنيين خلال الأسابيع المقبلة في إطار خطة إنسانية موسعة تنفذها القاهرة بإشراف مباشر من الهلال الأحمر المصري.

زيارة أوروبية إلى سيناء

في سياق موازٍ، تستعد مصر لاستقبال وزير الخارجية الهولندي ووزير التعاون الدولي النرويجي خلال اليومين المقبلين، في زيارة ميدانية إلى شمال سيناء ومعبر رفح، بهدف الاطلاع عن قرب على الوضع الإنساني في غزة.

وسيلتقي الوزيران مع محافظ شمال سيناء لمناقشة جهود الإغاثة الجارية، كما سيقومان بجولة في مخازن الهلال الأحمر المصري لمعاينة المساعدات المخصصة للجانب الفلسطيني، قبل زيارة مستشفى العريش العام حيث يتلقى الجرحى والمرضى الفلسطينيون العلاج منذ اندلاع الحرب.

وتهدف هذه الزيارة الأوروبية إلى تعزيز التنسيق الإنساني والدبلوماسي مع القاهرة، التي باتت تُعدّ محوراً رئيسياً في إدارة الملفين الإنساني والسياسي المتعلقين بقطاع غزة.

خطة ترامب للسلام

تزامنت هذه التحركات مع انطلاق محادثات شرم الشيخ التي تجمع وفدي حماس وإسرائيل برعاية مصرية، لمناقشة تنفيذ المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة.

وبحسب مصادر دبلوماسية مطلعة، تتناول الجولة الحالية تهيئة الظروف الميدانية لتبادل الأسرى بين الجانبين، بما يشمل إعداد قوائم أولية بأسماء الأسرى المتوقع الإفراج عنهم، ووضع آليات التنفيذ الميدانية لعملية التبادل.

وأوضحت المصادر أن النقاشات لا تقتصر على ملف الأسرى فحسب، بل تمتد لتشمل قضايا أوسع تتعلق بوقف إطلاق النار، والانسحاب الإسرائيلي التدريجي من القطاع، ووضع أسس لتحقيق سلام دائم.

مؤتمر فلسطيني في القاهرة

كشفت المصادر ذاتها أن القاهرة تخطط، فور انتهاء الجولة الحالية من المحادثات، لعقد مؤتمر فلسطيني–فلسطيني شامل برعايتها الكاملة وتمويلها، بمشاركة مختلف الفصائل الفلسطينية.

ويهدف المؤتمر إلى بحث مستقبل الحكم في قطاع غزة، ومناقشة قضايا الوحدة الوطنية وترتيبات مرحلة ما بعد الحرب، ضمن مسار سياسي متكامل ترى مصر أنه ضروري لتثبيت الاستقرار الدائم في الأراضي الفلسطينية.

ويُعتبر اللقاء الجاري بين الوفدين الإسرائيلي والفلسطيني في شرم الشيخ خطوة تمهيدية في مسار طويل نحو تبادل الأسرى والمحتجزين، إذ تسعى الأطراف إلى تنفيذ المرحلة الأولى من الخطة الأمريكية التي تنص على وقف فوري لإطلاق النار، يتبعه إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين مقابل الإفراج عن نحو 250 أسيراً فلسطينياً محكوماً بالمؤبد، إلى جانب 1700 معتقل من سكان قطاع غزة تم اعتقالهم منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023.

بين الإغاثة والدبلوماسية

تُظهر هذه التطورات المتزامنة أن مصر تتحرك على مسارين متوازيين؛ الأول إنساني يتمثل في إنشاء مخيمات جديدة للنازحين وإدارة تدفق المساعدات، والثاني سياسي ودبلوماسي يهدف إلى تثبيت التهدئة وفتح أفق لحل شامل للأزمة.

ويؤكد محللون أن القاهرة، من خلال هذا الدور المزدوج، تعيد ترسيخ مكانتها كلاعب محوري في الملف الفلسطيني، وسط انسداد المسارات السياسية الدولية وتفاقم الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان غزة منذ عامين.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية