ترامب يتعهّد بالحفاظ على تمويل الإعانات الغذائية رغم الإغلاق الحكومي

ترامب يتعهّد بالحفاظ على تمويل الإعانات الغذائية رغم الإغلاق الحكومي
الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة

أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن استعداده للإبقاء على تمويل برنامج الإعانات الغذائية الرئيسي للفقراء، المعروف باسم "سناب"، وذلك قبل ساعات فقط من الموعد الذي كان من المفترض أن يتوقف فيه التمويل بسبب الإغلاق الحكومي المستمر منذ أكثر من شهر، في وقت لا تظهر فيه أي مؤشرات على قرب انتهائه.

وجاء تصريح ترامب في حين يعيش مئات الآلاف من الموظفين الفيدراليين انقطاعًا مؤقتًا عن العمل، وتتأثر الحياة اليومية في البلاد بإغلاق المتنزهات الوطنية واضطرابات حركة الطيران، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، اليوم السبت. 

وتُقدَّر أعداد المستفيدين من برنامج "سناب" بأكثر من 42 مليون أمريكي، يواجهون خطر انقطاع الإعانات إذا لم يُجدّد التمويل الفيدرالي.

أمر قضائي لإنقاذ “سناب”

صدر أمر قضائي فدرالي الجمعة بناءً على دعوى من جماعات حقوقية، يقضي بالسماح للحكومة باستخدام الاعتمادات المالية الطارئة لتمويل برنامج الإعانات مؤقتًا. 

وردّ ترامب عبر منصته “تروث سوشال”: "لا أريد أن يجوع الأمريكيون، وإذا حصلنا على التوجيه القانوني المناسب من المحكمة، فسيكون من دواعي شرفي تأمين التمويل".

ويُعد هذا البرنامج أحد أعمدة شبكات الأمان الاجتماعي الأمريكية، إذ يوفّر بطاقات غذائية للأسر محدودة الدخل لتأمين احتياجاتها الأساسية في ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة بسبب الإغلاق.

خلاف سياسي محتدم 

اتهم رئيس مجلس النواب مايك جونسون، المنتمي للحزب الجمهوري، المعارضة الديمقراطية بـ"اللعب السياسي على حساب الأسر الفقيرة"، محذرًا من أن "أطفالاً وعائلات حقيقية سيعانون الجوع اعتبارًا من نهاية هذا الأسبوع".

في المقابل، حذّرت وزيرة الزراعة الأمريكية بروك رولينز من أن التمويل المتاح لبرنامج سناب سينفد خلال أسابيع قليلة إذا استمر الجمود السياسي في الكونغرس، مؤكدة أن الأولوية القصوى يجب أن تكون "ضمان استمرار المساعدات الغذائية للأسر الأكثر هشاشة".

ويأتي هذا الجدل وسط صراع داخل الكونغرس حول الموازنة الجديدة، إذ يسعى الجمهوريون لتمديد الميزانية الحالية، في حين يطالب الديمقراطيون بزيادة الدعم المخصص لبرامج التأمين الصحي للفئات محدودة الدخل.

مبادرات تضامن شعبي 

دفعت الأزمة المستمرة بعض الأمريكيين إلى تنظيم مبادرات تضامنية لمساعدة الأسر المتضررة من تعليق الإعانات.

وقالت كيري تشوسمر، وهي إحدى سكان ضواحي واشنطن، في تصريح لوكالة فرانس برس: "أنا مذهولة من الطريقة التي يُعامل بها بلدنا العائلات والأطفال"، مؤكدة استعدادها لمساعدة عائلتين في تغطية تكاليف مشترياتهما الغذائية إذا توقف الدعم الحكومي.

وتزامن ذلك مع قرب الإعلان عن التكاليف الجديدة للتأمين الصحي ضمن برنامج “أوباما كير” الذي يوفّر التغطية لأكثر من 24 مليون أمريكي. 

ويتوقع أن تشهد هذه التكاليف ارتفاعًا كبيرًا مع انتهاء الدعم الحكومي بنهاية العام، وفقًا لتقديرات مركز الأبحاث الصحي "KFF".

تواصل الإغلاق الحكومي

أدى تواصل الإغلاق الحكومي إلى تجميد رواتب أكثر من 1.4 مليون موظف فدرالي، إضافة إلى مخاوف من انضمام 1.3 مليون عسكري أمريكي إلى قائمة المتضررين إذا لم تُصرف رواتبهم في نوفمبر المقبل.

وتفاقمت الاضطرابات في قطاع الطيران بسبب نقص مراقبي الحركة الجوية، بعدما قرر بعضهم الغياب عن العمل دون أجر تحت بند الإجازات المرضية.

ورغم هذا الوضع المتأزم، جدد ترامب وعده بالتفاوض مع الديمقراطيين، لكن فقط بعد رفع الإغلاق الحكومي، وهو ما يجعل الأزمة مفتوحة على احتمالات سياسية واقتصادية أكثر تعقيدًا في الأسابيع المقبلة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية