«واشنطن بوست»: الهجمات الأمريكية على اليمن حملة لإضعاف الحوثيين ورسالة لإيران

«واشنطن بوست»: الهجمات الأمريكية على اليمن حملة لإضعاف الحوثيين ورسالة لإيران
يمنيون يتفقدون أحد الأماكن التي تعرضت للقصف الأمريكي- أرشيف

شنت القوات الأمريكية ضربات جوية وبحرية واسعة في اليمن، استهدفت مواقع عسكرية للحوثيين، شملت رادارات ومنظومات دفاع جوي وقواعد إطلاق الطائرات المسيّرة، في تصعيد عسكري جديد يأتي بأمر مباشر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحسب صحيفة "واشنطن بوست.

ونقلت الصحيفة الأمريكية اليوم الأحد عن مسؤول دفاعي أمريكي –فضل عدم الكشف عن هويته– أن هذه العملية تمثل بداية لحملة موسعة تهدف إلى إضعاف القدرات العسكرية للحوثيين، في ظل تصاعد هجماتهم البحرية.

وأكد ترامب، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، أن "الهجمات على السفن الأمريكية لن يتم التسامح معها"، متوعدًا باستخدام "قوة مميتة ساحقة" حتى تحقيق الأهداف العسكرية. 

من جهته، وصف وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الضربات بأنها "رسالة قوية وواضحة"، مشددًا على ضرورة وقف الهجمات الحوثية على السفن والشحن العالمي.

كما وجه ترامب تحذيرًا مباشرًا لطهران، الداعم الرئيسي للحوثيين، مطالبًا بوقف دعمها للجماعة المسلحة، محذرًا من "عواقب وخيمة" إذا استمرت في تسليح وتمويل الحوثيين.

تصاعد التوترات بين واشنطن وطهران

جاءت هذه الضربات في وقت تكثف فيه إدارة ترامب ضغوطها على إيران، حيث كشفت "واشنطن بوست "عن محاولات من جانب الرئيس الأمريكي للتوصل إلى اتفاق جديد بشأن البرنامج النووي الإيراني، وهي جهود قوبلت برفض طهران حتى الآن.

وأشارت الصحيفة إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية حذرت من ارتفاع إنتاج إيران لليورانيوم عالي التخصيب، وسط تقارير استخباراتية أمريكية تفيد بأن إسرائيل قد تشن هجومًا على المنشآت النووية الإيرانية خلال الأشهر المقبلة، وتسعى للحصول على دعم واشنطن في حال حدوث ذلك.

إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية

في خطوة تصعيدية أخرى، أعلنت إدارة ترامب إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، استنادًا إلى الهجمات المكثفة التي نفذتها الجماعة على السفن الحربية والتجارية الأمريكية خلال الأشهر الأخيرة.

وأكد وزير الخارجية ماركو روبيو أن هذا القرار يأتي تنفيذًا لوعد قطعه ترامب خلال حملته الانتخابية، مشيرًا إلى أن الحوثيين أظهروا قدرات عسكرية متزايدة، رغم الدعم الإيراني، ما يعكس استقلالية متنامية في قراراتهم العسكرية.

الحوثيون يتوعدون بالرد

ووفقًا لبيانات وزارة الصحة التابعة للحوثيين، أسفرت الهجمات الأمريكية عن مقتل 31 شخصًا وإصابة 101 آخرين، وفي بيان رسمي، تعهد المكتب السياسي للحوثيين بالرد، مؤكدًا أن هذه الضربات "لن تثنيهم عن دعمهم لغزة"، فيما زعمت الجماعة أن الغارات استهدفت مناطق مدنية.

ويرى محللون أن هذه الحملة العسكرية الجديدة تأتي في سياق تصعيد أمريكي ضد الحوثيين، في أعقاب فشل استراتيجية إدارة بايدن في احتواء الجماعة، وسط تحذيرات من أن استمرار العمليات العسكرية قد يؤدي إلى تصاعد أكبر في المواجهة الإقليمية.

اعتداءات متكررة

ووفقُا للمتحدث باسم البنتاغون شون بارنيل، فإن الحوثيين "هاجموا سفنًا حربية أمريكية 174 مرة وسفنًا تجارية 145 مرة منذ عام 2023".

والحوثيون الذين يسيطرون على جزء كبير من اليمن منذ أكثر من عقد هم جزء من "محور المقاومة" الذي يضم جماعات موالية لإيران تعادي بشدة إسرائيل والولايات المتحدة.

وشنّ الحوثيون عشرات الهجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ على سفن تعبر البحر الأحمر وخليج عدن خلال حرب غزة، قائلين إنهم ينفّذونها تضامنًا مع الفلسطينيين.

وقد شلت هذه الهجمات الممر البحري الحيوي الذي تمر عبره نحو 12% من حركة الشحن العالمية، ما أجبر العديد من الشركات على اللجوء إلى طرق بديلة مكلفة.

وردًّا على هجمات الحوثيين، شنت الولايات المتحدة غارات عدة على أهداف حوثية، بعضها بدعم بريطاني.

وبعد وقف هجماتهم إثر دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ في كانون الثاني/يناير، أعلن الحوثيون أنهم سيستأنفونها ضد السفن التجارية التي يرون أنها مرتبطة بإسرائيل.

في وقت سابق هذا الشهر، أعادت الولايات المتحدة تصنيف حركة الحوثيين على أنها "منظمة إرهابية أجنبية"، وحظرت أي تعامل أميركي معها.

واستولى الحوثيون على صنعاء في عام 2014، وكانوا على وشك السيطرة على معظم أنحاء البلاد قبل أن يتدخل تحالف تقوده السعودية في العام التالي.

وتوقفت المواجهات إلى حد كبير منذ إعلان وقف لإطلاق النار في عام 2022، لكن عملية السلام الموعودة توقفت في ظل هجمات الحوثيين على إسرائيل وخطوط الشحن المرتبطة بالدولة العبرية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية