ستارمر يتعهد بإعادة المهاجرين القادمين عبر "المانش"

تعهد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، باتخاذ إجراءات صارمة ضد المهاجرين الذين يصلون إلى بريطانيا عبر القنال الإنجليزي على متن قوارب صغيرة، مؤكداً أنه سيتم "احتجازهم وإعادتهم" فور دخولهم البلاد بطريقة غير شرعية. 

جاءت هذه التصريحات في وقت تتعرض فيه حكومته لضغوط متزايدة من الرأي العام ومن الأحزاب السياسية المعارضة، وسط تزايد حدة الانتقادات بشأن استمرار أزمة الهجرة غير النظامية.

وأفادت وكالة الأنباء البريطانية "بي إيه ميديا"، اليوم الأحد، أن تصريحات ستارمر تأتي في إطار سعيه لإظهار نتائج ملموسة في ملف الهجرة، خاصة مع تزايد الضغوط لإيقاف استخدام الفنادق كمراكز لإيواء طالبي اللجوء، وهو الأمر الذي أثار احتجاجات متفرقة في عدة مدن بريطانية. 

وأوضحت الوكالة أن عدد المهاجرين الذين يعبرون القنال الإنجليزي على متن قوارب صغيرة ما يزال في مستويات قياسية لهذا الوقت من العام، ما جعل الملف يتصدر أولويات الأجندة الحكومية.

تحذيرات من خسائر انتخابية

حذر اللورد تشارلي فالكونر، العضو البارز في حزب العمال البريطاني، رئيس الوزراء من أن فشل الحكومة في التعامل مع الأزمة قد يدفع قطاعات واسعة من الناخبين نحو "حزب إصلاح المملكة المتحدة" الذي يتبنى خطاباً أكثر تشدداً في ملف الهجرة. 

ورأى فالكونر أن استمرار تدفق المهاجرين عبر القنال يضع الحكومة أمام تحديات داخلية حقيقية، ولا سيما في ظل تزايد الشعور العام بضرورة فرض سياسات أكثر صرامة للحد من هذه الظاهرة.

وشهدت بريطانيا خلال السنوات الأخيرة تزايداً ملحوظاً في أعداد المهاجرين غير النظاميين الذين يحاولون عبور القنال الإنجليزي باستخدام قوارب مطاطية صغيرة، وهي رحلة محفوفة بالمخاطر أدت في عدة مناسبات إلى غرق وفقدان أرواح. 

وتزايدت هذه المحاولات بشكل ملحوظ منذ عام 2018 بعد تشديد الرقابة على الموانئ والمطارات، حيث أصبحت القوارب الصغيرة الخيار الأكثر شيوعاً رغم خطورته. 

وتشير التقديرات إلى أن آلاف المهاجرين يخوضون هذه الرحلة سنوياً هرباً من الفقر والحروب في بلدانهم.

موقف الحكومة البريطانية

أكد ستارمر في منشور له، عبر منصات التواصل الاجتماعي، أن حكومته لن تكافئ أي دخول غير قانوني، قائلاً: "إذا عبرت القنال بصورة غير شرعية، سيتم احتجازك وإعادتك". 

وتُعد هذه التصريحات رسالة واضحة لحسم الجدل القائم حول مدى استعداد الحكومة الجديدة للتعامل مع ملف الهجرة، خاصة بعد الانتقادات التي وُجهت للحكومات السابقة لفشلها في تقليص أعداد المهاجرين أو إيجاد بدائل إنسانية لإيوائهم بعيداً عن الفنادق.