بعد عامين من الحرب.. 70 مليار دولار لإعمار غزة و15 ألف مريض بانتظار الإجلاء
بعد عامين من الحرب.. 70 مليار دولار لإعمار غزة و15 ألف مريض بانتظار الإجلاء
قال مسؤول أممي إن إعادة إعمار قطاع غزة ستتطلب نحو 70 مليار دولار، وفقاً لتقييم مشترك أجرته الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي لتقدير الاحتياجات العاجلة، مؤكداً أن 20 مليار دولار مطلوبة خلال السنوات الثلاث المقبلة لتنفيذ المراحل الأولى من الإعمار.
وأوضح جاكو سيلييرس، الممثل الخاص لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لمساعدة الشعب الفلسطيني في مؤتمر صحفي من القدس يوم الثلاثاء، أن التحدي الأكبر يتمثل في إزالة الكم الهائل من الأنقاض والركام المنتشر في أنحاء القطاع، مشيراً إلى أن حجم الدمار يفوق التصور وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
وتابع: "من المروع أن نرى عائلات تحفر بين الأنقاض بحثاً عن ممتلكاتها، وأن نرى أطفالاً يبحثون عن الماء والطعام، في حين من المفترض أن يكونوا في المدارس"، مضيفاً أن "صمود أهل غزة وتصميمهم على إعادة البناء أمر مذهل".
إزالة 81 ألف طن من الركام
أفاد المسؤول الأممي بأن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أزال حتى الآن نحو 81 ألف طن من الركام، موضحاً أن الهدف الأساسي لهذه العمليات هو تسهيل الوصول الإنساني إلى المناطق المنكوبة وتقديم المساعدات للسكان.
وأشار إلى أن البرنامج أعاد استخدام أكثر من 13 ألف طن من الركام في رصف الطرق وتشييد أرضيات مؤقتة للملاجئ، مؤكداً أن استقرار وقف إطلاق النار ضروري لإنجاح جهود التعافي وإعادة الإعمار على المدى الطويل.
ومن جانبه، أكد طارق ياساريفيتش، المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، أن الضغط على المستشفيات لن يخف في المدى القريب، داعياً إلى تسريع إدخال الإمدادات الطبية وتوسيع عمليات الإجلاء الصحي من غزة.
وأشار إلى أن نحو 15 ألفاً و600 شخص يحتاجون إلى إجلاء طبي عاجل، منهم 3800 طفل، مؤكداً ضرورة فتح جميع طرق الإجلاء نحو الضفة الغربية والقدس الشرقية، وتشجيع مزيد من الدول على استقبال المرضى.
وأوضح أن فرق المنظمة تمكنت من الوصول إلى عدد من المستشفيات، بينها الأهلي والأقصى والمستشفى الأوروبي، حيث تمت استعادة بعض المعدات ونقلها إلى مجمع ناصر الطبي.
أزمة الصحة النفسية
نبه ياساريفيتش إلى تضاعف احتياجات الصحة النفسية في غزة، موضحاً أن أكثر من مليون شخص يحتاجون إلى دعم نفسي عاجل، في ظل خدمات محدودة لا تلبي الاحتياجات المتزايدة.
وأضاف أن هناك نحو 42 ألف مصاب بإصابات جسدية غيّرت حياتهم، بينهم آلاف الأطفال، في حين واجه أكثر من خمسة آلاف شخص حالات بتر منذ أكتوبر 2023، كما توفي أكثر من 500 شخص في عام 2025 فقط بسبب سوء التغذية، ما يستدعي تعزيز برامج الفحص والعلاج ومراقبة الأمراض.
وبدوره، تحدث كريستيان كاردون المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن الدور الإنساني الدقيق الذي تقوم به اللجنة في عمليات تسليم الرهائن والمعتقلين بين الجانبين.
وقال إن اللجنة تسلمت يوم الاثنين عشرين رهينة من غزة ونقلتهم إلى السلطات الإسرائيلية، في حين تسلمت 1809 معتقلين فلسطينيين من سجون إسرائيلية، أُعيد بعضهم إلى غزة والبعض الآخر إلى الضفة الغربية والقدس الشرقية، لافتاً أن إجمالي من تم إطلاق سراحهم منذ أكتوبر 2023 بلغ 172 رهينة و3473 معتقلاً فلسطينياً. كما تسلمت اللجنة أربع رهائن متوفين وسلمتهم إلى السلطات الإسرائيلية.
وأكد كاردون أن اللجنة لم تتمكن من الوصول إلى جميع المعتقلين الفلسطينيين رغم طلباتها المتكررة خلال العامين الماضيين، لكنها أجرت مقابلات "ما قبل الإفراج" مع جميع المفرج عنهم بحضور خبراء طبيين لضمان سلامتهم، مشدداً على أهمية التعامل بكرامة مع الرفات البشرية وتحديد هوية أصحابها لإغلاق ملفات المفقودين وتخفيف معاناة عائلاتهم، مضيفاً أن اللجنة توفر عند الحاجة مركبات مبردة وأكياساً للجثث لضمان احترام كرامة الموتى.
الحرب في غزة
منذ اندلاع الحرب في غزة عام 2023، خلفت العمليات العسكرية دماراً واسعاً طال البنية التحتية والمساكن والمنشآت الحيوية، حيث تشير التقديرات إلى أن أكثر من 60 بالمئة من مباني القطاع تضررت أو دُمرت جزئياً.
ويعيش نحو مليوني شخص في أوضاع إنسانية صعبة، مع نقص حاد في الكهرباء والمياه والوقود والمواد الطبية، في حين تواجه المنظمات الإنسانية تحديات هائلة في إيصال المساعدات بسبب القيود الأمنية واستمرار وجود الذخائر غير المنفجرة.
وتؤكد الأمم المتحدة أن إعادة إعمار غزة لن تكون مجرد عملية بناء مادي، بل مشروع طويل الأمد لاستعادة الخدمات، وتحقيق التعافي الاجتماعي والاقتصادي، وضمان كرامة السكان، شرط أن يصمد وقف إطلاق النار ويمهد لتسوية سياسية شاملة ودائمة.