بعد لجوء البعض لاستئجار الأرحام.. «الأم البديلة» في عين الشرع والقانون

حفاظا على رشاقتهن، أو لمشاكل تتعلق بالإنجاب، تلجأ بعض النجمات والمشاهير وغيرهن إلى عمليات تأجير الأرحام والاستعانة بـ"الأم البديلة"، للحمل بأطفالهن. 

ممن فعلن هذا الأمر كانت النجمات "نيكول كيدمان، كيم كاردشيان، إليزابيث بانكس"، ومؤخرًا أعلنت ريبل ويلسن قدوم مولودتها الجديدة إلى العالم بنفس الطريقة.

ووفقًا لتقارير طبية، فإن الأم البديلة هي امرأة تحمل جنيناً لشخص آخر، غالباً لزوجين يعانيان من مشاكل الخصوبة، وبعد ولادة الطفل، تُسلم الأم البديلة الوليد إلى الشخصين الذين استعانا بها لتحمل طفلهما. 

وتخصَّب عادة بويضة الأنثى بنطاف شريكها في أنبوب المختبر، ومن ثم يحقن الجنين في رحم الأم البديلة إلى أن يكتمل نموه ويولد

ويولد حوالي 750 طفلًا في الولايات المتحدة الأمريكية كل عام باستخدام تأجير الرحم الحملي.

وقدمت الممثلة ريبل ويلسن إلى العالم مولودتها الجديدة رويس ليليان من خلال منشور على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي إنستجرام، ولدت ابنة ويلسن عبر أم بديلة، وقالت النجمة (42 عاما) إنها تشعر بسعادة غامرة لإبلاغ جمهورها بهذا الخبر عبر حسابها. 

وأضافت ويلسن، "أشعر بفخر كبير أن أعلن ولادة ابنتي الأولى، رويس ليليان، الأسبوع الماضي عن طريق أم بديلة ولا يسعني أن أصف الحب الذي أحمله لها، إنها معجزة جميلة!". 

وقالت ويلسن، "ممتنة لكل من شارك في هذا (أنتم تعرفون أنفسكم)، لقد استغرق التحضير لهذا الأمر سنوات.. أريد أن أشكر الأم البديلة الرائعة التي حملت ابنتي وأنجبتها بعناية، أشكرك على مساعدتي في أن أؤسس أسرتي الخاصة، إنها هدية مذهلة".

"جسور بوست" ناقشت الأمر من منظور شرعي وقانوني مع متخصصين.

مباح بشرط

وعن رأي الدين، قالت أستاذة العقيدة والفلسفة والبرلمانية السابقة آمنة نصير، إن الأمر مباح ما لم يؤدِ إلى خلط الأنساب، بأن يكون مجرد وسيلة خارجية، أي أن البويضة من الأم والحيوان المنوي من الأب لا دخل فيها للغير، وتكون الأم البديلة مجرد حاملة لهذا الجنين فقط.

وأضافت أستاذة العقيدة، طالما يقر الأصول الأولى والقاعدة الأساسية في الدين وهي عدم خلط الأنساب فلا مانع، حيث يعتبر مجرد إجراءات لصحة هذا المشروع، فالدين يراعي حالات العباد في إطار علمي نظيف أي الذي لا يُستخدم فيه ما يختلط من خلاله الأنساب، والإسلام دين عظيم ودين يسر جاء لخدمة البشرية في مطالبها واحتياجاتها طالما كان في إطار الحلال.

للقانون آراء كثيرة

وقال أستاذ القانون الجنائي، مصطفى السعداوي، إنه ثمة غياب للتنظيم التشريعي لعملية التلقيح الاصطناعي رغم أهميته في عمليات الإنجاب الطبي لمواجهة العقم أو في حالة مرض أحد الزوجين في بعض البلدان، ولذا قدمت دراسة تحت عنوان "نطاق الحماية الجنائية للتقنيات الطبية الحديثة المساعدة على الإنجاب"، لبحث الأطر العلمية والقانونية للتلقيح الصناعي في دراسة مقارنة للتشريعات الأجنبية سواء تلك التي أباحت أو التي حظرت.

وإن كان العديد من الباحثين تناول هذه الإشكالية سلفاً، إلا أن الدراسة عُنيت بتناولها من منظور مغاير، إيماناً بأن دراسة بعض الظواهر ليست جزرا منعزلة عن العالم الخارجي، بما يوجب علينا استقراء تجارب بعض الدول من التلقيح الاصطناعي سواء الداخلي والخارجي في ظل غياب واضح للمشرع في بعض الدول.

وأضاف أستاذ القانون في تصريحات خاصة لـ"جسور بوست"، التلقيح الصناعي له أشكال، هناك التلقيح الصناعي الداخلي بين الزوجين فلا مشكلة فيه إذا تم في حياة الزوجين، أما إذا توفي الزوج فيمنع على الزوجة التلقيح لإنجابها طفلا يتيما، وكذلك إذا تم سجنه.

وأردف، المشرع الفرنسي في القانون المعدل عام 2004، اشترط في الإنجاب أن يكون على قيد الحياة، كما نظم عملية التلقيح في قانون الصحة العامة الفرنسي.