دراسة: 53% من اللاجئات الأوكرانيات في بولندا فكّرن في الحصول على دعم الصحة العقلية
دراسة: 53% من اللاجئات الأوكرانيات في بولندا فكّرن في الحصول على دعم الصحة العقلية
قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، إن أكثر من 60% من الأمهات اللاجئات الأوكرانيات في بولندا يعانين من مستويات عالية أو شديدة من الضيق، مما يسلط الضوء على التأثير النفسي للحرب في وطنهن.
ووفقا لبيان نشره الموقع الرسمي للمنظمة، تأتي هذه النتيجة نتيجة دراسة استقصائية أجراها مكتب الاستجابة للاجئين التابع لليونيسيف في بولندا، والتي كشفت أيضا أن 53% قد فكروا في الحصول على دعم الصحة العقلية أو حصلوا عليه بالفعل منذ وصولهم إلى البلاد.
قال الدكتور راشد مصطفى سروار، الذي يرأس المكتب، الذي أنشئ بعد أسابيع فقط من الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022: "إن الخسائر النفسية والاجتماعية للحرب في أوكرانيا هائلة، لذا فإن نتائج هذا المسح ليست مفاجأة".
ومنذ ذلك الحين، سجل أكثر من أربعة ملايين أوكراني للحصول على الحماية المؤقتة في جميع أنحاء أوروبا، ويوجد أكثر من 1.6 مليون لاجئ في بولندا، 90٪ منهم من النساء والأطفال، على الرغم من أن العدد الإجمالي للاجئين قد يكون أعلى من ذلك بكثير، بحسب اليونيسيف.
واستخدم المسح استبيان الإبلاغ الذاتي لمنظمة الصحة العالمية (WHO) الذي يقيس الرفاهية النفسية من خلال خمسة أسئلة بسيطة غير جراحية.
وأشارت النتائج إلى أن أكثر من 30% من الأمهات يظهرن مستويات عالية من الضيق، وأكثر من 30% يعانين من مستويات حادة، وقالت معظمهن إنهن شعرن بالعجز وفكروا في طلب المساعدة من طبيب نفساني.
ومن بين القضايا التي ساهمت في إجهادهم عدم اليقين بشأن المستقبل، والمخاوف بشأن العائلة أو الأصدقاء في أوكرانيا أو في أي مكان آخر، والحزن بسبب الحرب.
وارتبطت المستويات العالية من الضيق أيضا بالمخاوف العملية، بما في ذلك المال والإسكان والوظائف وقضايا اللغة والحصول على الرعاية الصحية ورعاية الأطفال.
استخدمت اليونيسيف نتائج المسح لإثراء حملة وطنية على الإنترنت في بولندا تستهدف الأمهات الأوكرانيات بمعلومات عن الدعم النفسي المتاح، فضلا عن استراتيجيات التكيف.
وقال "سروار": "إن الصحة العقلية والدعم النفسي أمران حيويان لمساعدة الأسر والأطفال على الشفاء من جروح الحرب غير المرئية، وهذا هو السبب في أنها جزء كبير من استجابتنا وتشمل جميع الأعمال التي نقوم بها هنا في بولندا".
المساعدات في أوكرانيا
وعلى صعيد متصل، يواصل العاملون في المجال الإنساني في أوكرانيا مساعدة المجتمعات المحلية في الخطوط الأمامية في منطقة خاركيف في الشرق ومنطقة خيرسون في الجنوب، حيث يستمر القصف المتكرر.
وفي يوم الأربعاء الماضي، قامت قافلة مشتركة بين الوكالات بقيادة منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في البلاد، دينيس براون، بتسليم المساعدات إلى مجتمع محلي في أقصى شرق منطقة خاركيف، حيث تضررت أكثر من 80% من المنازل، كما يستمر القصف في قطع إمدادات المياه والغاز والكهرباء.
سلمت القافلة مواد الإيواء ومستلزمات النظافة والمصابيح الشمسية إلى حوالي ألف من السكان المتبقين في مجتمع كان يبلغ عدد سكانه 5 آلاف نسمة في فبراير 2022، حسب ما أفادت المتحدثة باسم الأمم المتحدة في نيويورك، ستيفاني تريمبلاي.
كما حذر العاملون في المجال الإنساني من أن أوكرانيا هي الآن واحدة من أكثر البلدان تلوثا بالألغام في العالم، مع خاركيف وخيرسون المناطق الأكثر تضررا.
وقالت "تريمبلاي" إن ما يقرب من 300 ألف هكتار من الأراضي الزراعية في خاركيف وحدها تحتاج إلى إزالة الألغام، وفقا للسلطات المحلية.
وأضافت: "يشير زملاؤنا في المجال الإنساني إلى أن مخاطر الألغام تخلق تحديات إضافية لإصلاح المنازل المتضررة والبنية التحتية الحيوية واستئناف الزراعة، وكان لدى كلتا المنطقتين صناعات زراعية كبيرة قبل الحرب واسعة النطاق".
وقدمت "تريمبلاي" أيضا معلومات مستكملة عن مبادرة الحبوب في البحر الأسود، حيث تستأنف العمليات جزئيا.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أكدت روسيا أنها ستواصل المشاركة في الاتفاق الذي توسطت فيه الأمم المتحدة لمدة 60 يوما أخرى.
الأزمة الروسية الأوكرانية
اكتسب الصراع الروسي الأوكراني منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير 2022، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوغانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لاقت غضبًا كبيرًا من كييف والدول الغربية.
وبدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير 2022، شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، وسط تحذيرات دولية من اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.
وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش الأجواء الأكثر سوادًا منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها الأقسى على الإطلاق.
عقوبات اقتصادية
وقتل آلاف الجنود والمدنيين وشرد الملايين من الجانب الأوكراني، وفرضت دول عدة عقوبات اقتصادية كبيرة على موسكو طالت قيادتها وعلى رأسهم الرئيس فلاديمير بوتين، وكذلك وزير الخارجية سيرجي لافروف، كما ردت روسيا بفرض عقوبات شخصية على عددٍ من القيادات الأمريكية على رأسهم الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وصوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة في الثاني من مارس الماضي، على إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، بموافقة 141 دولة على مشروع القرار، مقابل رفض 5 دول فقط مسألة إدانة روسيا، فيما امتنعت 35 دولة حول العالم عن التصويت.
ومنذ بدء الغزو الروسي في 24 فبراير، سُجّل أكثر من 7,8 مليون لاجئ أوكراني في أنحاء أوروبا، بينما نزح قرابة سبعة ملايين ضمن البلاد، وفق تقديرات الأمم المتحدة.