المصابون بالمهق يخوضون معركة شاقة لتحقيق حياة كريمة

المصابون بالمهق يخوضون معركة شاقة لتحقيق حياة كريمة

اعتبر خبير في الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان، أن إدماج الأشخاص المصابين بالمهق على نطاق أوسع يمكن أن يقطع شوطا طويلا نحو ضمان عيشهم في مأمن من الخوف والتمييز. 

ووفقا لبيان نشره الموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة، قالت خبيرة الأمم المتحدة المستقلة المعنية بالمهق، مولوكا آن ميتي- دروموند: "لا يزال الأشخاص المصابون بهذه الحالة -الناجمة عن نقص تصبغ الميلانين، الذي يؤثر على الجلد والشعر ولون العين- يواجهون معركة شاقة لتحقيق حياة كريمة ومساواة".

وقالت "دروموند" في رسالة بمناسبة اليوم الدولي للتوعية بالمهق، الموافق 13 يونيو من كل عام: "دعوتي الواضحة موجهة اليوم إلى الحكومات والنظراء في الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني وأصحاب النفوذ وأفراد المجتمع وجميع أصحاب المصلحة للوصول إلى الأشخاص المصابين بالمهق وضمان سماع أصواتهم، لتشكيل شراكات جديدة وتعزيز الشراكات القائمة". 

التمثيل العالمي 

المهق هو حالة وراثية نادرة وغير معدية موجودة عند الولادة، يوجد في كلا الجنسين بغض النظر عن العرق وفي جميع البلدان في جميع أنحاء العالم. 

والمهق أكثر انتشارا في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث تشير التقديرات إلى أن واحدا من كل 1400 شخص يتأثر في تنزانيا، وفقا للأمم المتحدة.

كما تم الإبلاغ عن انتشار يصل إلى واحد من كل 1000 في مجموعات سكانية مختارة في زيمبابوي ولمجموعات عرقية محددة أخرى في الجنوب الإفريقي.

السرطان والأخطار الأخرى 

يعاني جميع المصابين بالمهق تقريبا ضعف البصر وهم عرضة للإصابة بسرطان الجلد.  

كما أنهم يواجهون التمييز بسبب لون بشرتهم، ما يعني أنهم غالبا ما يتعرضون لتمييز متعدد ومتقاطع على أساس الإعاقة ولون البشرة، وفي بعض الثقافات، تم قتلهم، للحصول على بعض أجزاء من أجسامهم.

وعلى مدى العقد الماضي، تلقت كيانات حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة تقارير عن أكثر من 600 اعتداء ضد الأطفال والبالغين المصابين بالمهق.

تم تحديد "السحر" كأحد الأسباب الجذرية لهذه الهجمات، حيث يعتقد البعض أن أجزاء الجسم من الأشخاص المصابين بالمهق يمكن أن تمنح الحظ السعيد أو الثروة.

التنوع والتعاون 

وفي هذا العام، يحتفل باليوم الدولي حول موضوع "الإدماج قوة"، الذي يؤكد أهمية التنوع، داخل مجتمع المهق وخارجه على حد سواء. 

وعلى وجه التحديد، يسلط الضوء على قيمة وفوائد إدراج طائفة واسعة من الأشخاص المصابين بالمهق في المناقشات المتعلقة بالمهق، مثل الشباب والنساء والأطفال وكبار السن والأشخاص المثليين من جميع الأعراق والخلفيات العرقية.

كما يدعو إلى التعاون مع المهق وتبنيه داخل حركة الإعاقة، وفي القطاعات الأخرى التي تؤثر فيها القرارات على الأشخاص المصابين بهذه الحالة، فضلا عن التعاون مع مجموعات أخرى خارج حركة المهق، مثل تلك التي تعمل على النهوض بحقوق الإنسان. 

ترجمة السياسات إلى أفعال 

وقالت "دروموند": "لدينا اليوم فرصة للتوقف والتأمل وتذكر أنه لا يعامل جميع الأشخاص على قدم المساواة، وأن العديد من الأشخاص المصابين بالمهق ما زالوا يعانون تجاوزات وانتهاكات حقوق الإنسان، وغالبا ما يكون ذلك بشكل غير مرئي وفي صمت". 

وشددت على أنه لا يمكن استبعاد الأشخاص المصابين بالمهق أو تركهم وراءهم عندما يتعلق الأمر بالقرارات التي تمسهم، مشددة على أن قوانين حقوق الإنسان وسياساتها وحوارها يجب أن تشمل القضايا المتعلقة بالمهق. 

وقالت: "والأهم من ذلك، يجب أن تترجم هذه إلى أفعال ونتائج ملموسة". 

وأضافت: "لا ينبغي أن تكون رحلة الإدماج هذه صعبة بالنظر إلى عدد لا يحصى من التزامات حقوق الإنسان التي تعهدت بها الدول وأصحاب المصلحة في المحافل الدولية والإقليمية والوطنية". 

وتابعت: "تعميم مراعاة حقوق الإنسان هو شعار شائع، ويمكن القضاء على التحديات التي يواجهها الأشخاص المصابون بالمهق من خلال تعزيز الشراكات والتعاون". 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية